-A +A
عابد هاشم
• نِعم الله جل وعلا على عباده المؤمنين لا تعد ولا تحصى، إلا أن من بين أجل النعم وأعظمها شهر رمضان المبارك، ركن الإسلام الرابع، وهو خير الشهور وسيدها، شهر النور والهدى والفرقان، شهر تنزل فيه القرآن الكريم، فيه ليلة خير من ألف شهر «ليلة القدر»، وفيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب جهنم وتسلسل الشياطين، وفيه وقعت غزوة بدر الكبرى، التي أعز الله فيها الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين... إلخ.

•• أصدق التهاني والتبريكات لكل من منَّ الله عليهم بطول العمر وشرفهم باستقبال هذا الشهر الكريم، فمن إنعام الله على كل عبد من عباده أن تأتي هذه المناسبة الإسلامية العظيمة وهو على قيد الحياة، وكله توق واشتياق واستعداد جاد ونية خالصة على صيامه وقيامه، والبذل والتفاني في الطاعات والتقرب إلى الله تعالى باغتنام كل ما تفرد به هذا الشهر المبارك من الخصائص والفضائل، التي لا تجتمع في غيره من الشهور، والدأب الحثيث على الفوز بما فيها من عظيم الأجر والثواب، الذي يتفرد هذا الشهر الفضيل بتضاعفه وتعدد أوجه حصاده بتوفيق الله تعالى، ثم بتوفر العزم والإرادة والتسابق في الطاعات والخير وصالح الأعمال، والأخذ بعين الاعتبار بأن هذا الشهر الكريم بمثابة فرصة العمر الكبرى، لكل من أحسن استثمارها في «الحصاد الأبقى»، فلا يعلم إلا الله وحده إن كان في العمر ما يسمح بتكرار هذا الفرصة، أم لا!!


يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك».

•• على من حظي بهذه الفرصة الكبرى أن يقرن حمد الله وشكره على هذه المنة العظيمة التي منَّ بها الله عليه، بصادق الدعاء بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، لأولئك الأحبة والرفاق، الذين توفاهم الله بعد أن كانوا بالأمس القريب ملء السمع والبصر، ونحتوا في الحنايا أغلى الذكريات، من بينها ما ارتبط بهذا الشهر الكريم في رمضانات مضت سواء تلك المشاعر والتهاني بقدومه، أو ما كان يتخلل طقوسه الاجتماعية وأجواءه الروحانية من دفق المشاعر الحميمية، هيهات لأي من ذكراهم وذكرياتهم أن تنسى أو تغيب، أما شخوصهم، فحتى النسيان لن يقوى على تناسيهم فضلا عن نسيانهم.. أحوج ما هم في حاجته في كل حين وفي هذه المناسبة تحديدا هو الدعاء والصدقة، وكل عام والجميع إلى الله أقرب، والله من وراء القصد.

تأمل:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له».

فاكس: 6923348