-A +A
حمود أبو طالب
يردد البعض أن الإعلام السعودي تبنى ملف المشكلة القطرية بدلا من تركها للساسة وأنه بذلك يزيد الأمور توترا، وكان عليه ترك الملف للسياسيين للتعامل معه بأساليبهم وتدابيرهم، ويضيفون أيضا أن الكتّاب الذين تناولوا المشكلة كان عليهم التروي وعدم التطرق لها حتى تتبين ملابساتها، وأن دورهم كان يجب أن يركز على تضييق الشرخ وردم الهوة وتقريب المسافة.

هذا البعض للأسف هو عدد من المشتغلين بالإعلام كتابة وتحليلا ورأيا، وبعض المحسوبين على الوسط الدعوي والثقافي أو شؤون السياسة، يحملون الجنسية السعودية ويعيشون في هذا الوطن، لكنهم عندما يتعرض وطنهم للإساءة أو الخطر من جهات تهواها قلوبهم وأيديولوجيتهم يبحثون عن ألف سبب وسبب لتنظيف سمعة تلك الجهات واختلاق المبررات لتبرئتها أو التهوين من فداحة ما تقترفه، وقد تجلت هذه المفارقة في الأيام القليلة الماضية عندما خرج علينا أصحاب «لكن» دون حياء من الوطن، يهاجمون الوسائل الإعلامية التي وقفت في جبهة الوطن وفضحت ممارسات المسيئين، ويتهجمون على الكتّاب الذين رفعوا علم الوطن على أسنة أقلامهم، مستندين إلى فرضيات لا توجد إلا عندهم، ورغم أن الحقائق أصبحت واضحة ومؤكدة لا تقبل احتمالات أخرى.


الإعلام الوطني الشريف يا قوم هو سلاح مضاء، إن لم يدافع عن الوطن فلا خير فيه ولا حاجة للوطن به، وعندما يضطلع بهذه المهمة كما يفعل الآن إزاء الإساءة القطرية البالغة للمملكة، فإنه لا يختلق أو يتجنى، بل يتناول الحقائق الموثقة والأحداث المؤكدة بالأدلة والبراهين،

ومحاولتكم اللعب بورقتكم المكشوفة التي تظهر مع كل أزمة أصبحت سمجة ومثيرة للتقزز، وفضحتكم أكثر أمام شعب لم تعد تنطلي عليه أساليب المكر المتخفية تحت الأقنعة.

لقد لاكت الألسن المأجورة وطنكم بالزور والبهتان، وتهجم عليه البغاث، وأساء إليه الكثير من القريبين والبعيدين وأنتم تتواطؤون إما بالصمت أو التبرير، فلا تتمادوا في لعبتكم الساذجة ودعوا الوطن يذود عن حماه.

habutalib@hotmail.com