-A +A
عزيزة المانع
في مبادرة جديدة، تتمثل فيها رؤية غير تقليدية، نحت جامعة الطائف إلى الانفتاح على المجتمع، والانغماس في القضايا الحية التي تهم الناس وتسهم في دفع عجلة التنمية.

في الأسبوع الماضي، عقدت الجامعة ندوة ثقافية لمناقشة التقرير الصادر عن مؤسسة الفكر العربي حول الثقافة والتكامل الثقافي في دول مجلس التعاون، وكان ذلك بحضور مدير المؤسسة الدكتور هنري العويط.


ويأتي عقد هذه الندوة ضمن المبادرة التي أطلقتها الجامعة تحت شعار (جامعة الطائف التي نريد)، وهي واحدة من مبادرات عدة أطلقتها أخيرا جامعة الطائف بهدف تحسين وتطوير البيئة الجامعية، وبث الحرارة في دمائها وتنشيط نبضها الخافت، بعد أن ظلت لسنوات بعيدة عن المشاركة في الحياة الاجتماعية والثقافية.

حين اختارت جامعة الطائف مناقشة تقرير مؤسسة الفكر العربي حول التكامل الثقافي في دول مجلس التعاون موضوعا لندوتها، كانت تهدف بهذه الخطوة الجديدة إلى مد الجسور وردم الفجوات القائمة بين الجامعات ومؤسسات المجتمع، فمعظم جامعاتنا تعيش في عالمها الخاص بعيدا عن معايشة قضايا المجتمع، والمشاركة في تعزيز تنميته. لذلك فإن هذه الخطوة الجديدة والمهمة التي خطتها جامعة الطائف تحسب لها، فهي حازت قصب السبق في هذا الجانب.

مد الجسور بين الجامعات ومؤسسات المجتمع وتحقيق التعاون بينهما، هو من وظائف الجامعة الأساسية، وقد أشار غازي القصيبي، رحمه الله في عبارة موجزة، إلى تقصير جامعاتنا في هذا الشأن فقال: «ركزت جامعاتنا على مهمة تخريج الطلبة وأهملت دورين آخرين يجب أن تقوم بهما الجامعة: قيادة التقدم العلمي والفكري في البلاد، والمساهمة الفعالة النشطة في تحديث المجتمع وحل مشاكله».

لعل القصيبي لم يجاف الحقيقة في ما قال، فما يغلب على جامعاتنا هو ابتعادها الكبير عن الانفتاح على المجتمع والانحصار في التدريس بعيدا عن الاهتمام بالقضايا الحية التي تهم الناس، فانعكس أثر ذلك سلبا عليها وعلى طلابها.

إن الجامعات لا يمكن أن تزدهر وتقوم بوظائفها كاملة، متى بقيت بعيدة عن الانفتاح على المجتمع وتبني قضاياه، كما أن المجتمع لا يمكن أن يتحقق له النمو الذي ينشده إن ظل بعيدا عن اهتمام الجامعات.

تحية تقدير لكل من أسهم في إحداث هذه النقلة الجميلة في جامعة الطائف الفتية. وهنيئا لأهل الطائف بجامعتهم.