-A +A
طلال الحمدان
قطر اسم يتكون من ثلاثة أحرف، يطلق على دولة لا تتعدى مساحتها 11 ألف كيلو متر مربع، وتعتبر ثاني أصغر دولة خليجية. قطر وما أدراك ما قطر؟! اليد الخفية الداعمة للجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، ليصبح هذا الاسم الصغير مثيراً للجدل منذ عام 1996، وبعد عام فقط من استلام الشيخ حمد للحكم أصبحت قطر تشكل خطرا على الأمن الإقليمي والدولي، حيث عانت من جراء ذلك بعض دول مجلس التعاون الخليجي ودول أخرى، لكونها مصدر قلق لهم بدلاً من أن تكون داعمة لأمن واستقرار المنطقة.

استلم الشيخ حمد بن خليفة - الأمير الوالد - السلطة في قطر في انقلاب على والده الشيخ خليفة بن حمد وهو في رحلة علاج، فماذا نأمل من شخص لم يبر بوالده؟! فبعد استلامه السلطة اتفق مع أمريكا على إحداث قاعدة العديد الأمريكية، وثم بدأ بإنشاء قنواته الإعلامية التحريضية لإيجاد منصة للفوضى الخلاقة، وبدأ يمارس سياساته الخارجية التي تتعدى قدراته الفعلية بتدشينه لخلافات مع دول الجوار ودعم الفرق المارقة على القوانين الدولية.


حيث أسس الأمير الوالد الشيخ حمد قناة الجزيرة واتخذها وسيلة يحاول بها إسقاط الدول وتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يحاكي توجهات قطر ويصب في طموحها العبثي، وسرعان ما أصبحت قناة الجزيرة منبرا لإثارة الفتن باستضافتها المعارضين لدول الخليج، حيث في بداياتها استضافت المعارض السعودي سعد الفقيه الأمين العام لما يسمى بالحركة الإسلامية للإصلاح، وهو أحد الداعمين لما سمي بثورة حنين التي تدعو للمظاهرات والاضطراب في السعودية، كما أنها استضافت محمد المسعري الأمين العام لما يسمى بحزب التجديد الإسلامي، وهو الآخر أحد القلة من الغوغائيين المثيرين للفتن في السعودية، كما أن «الجزيرة» كانت وقود ثورة 25 يناير في مصر.

وكانت تدعو إلى الخروج على الحاكم وتأجيج الثورة هناك، وأصبحت قناة الجزيرة ذات التوجه الإخواني منبراً لبث سمومهم ومساعدتهم في إيصال أفكارهم الضالة وأحلامهم التي لم ولن تصبح واقعاً يوماً ما لمخالفتها للمنطق ولتجاوزاتها الشرعية والأخلاقية وفساد منهجها.

وبعد أن ساهم الشيخ حمد في إثارة الثورات التي كان من أهدافها إضعاف الدول وشق الصف، وبعد فشله الذريع في إدارة هذه الأزمات التي كان هو حجر الزاوية في تأجيجها، تنازل عن الحكم لابنه الشيخ تميم في 25 يناير 2013.

اعتقدنا أن سياسة الابن تختلف عن سياسة الأب الضالة بحق أشقائه حكام دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن سرعان ما اتضح أن «سياسة شهاب الدين أسوأ من سياسة أبيه»، واتخذ مسار والده نفسه وبدأ بالتدخل في شؤون دول المجلس وخرق الاتفاقيات التي يتم توقيعها بين الدول الخليجية ومخالفة أهداف المجلس التي تنص على توحيد الصف وتوطيد العلاقات بين الشعوب وتوحيد الهدف والمصير، والرقي بالمصالح المشتركة في مختلف المجالات.. جعل من قطر الملجأ الآمن لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة جماعة إرهابية لإثارتها الفتن في العالم الإسلامي، وأيضا قدمت الدعم المادي لجبهة النصرة الموالية لتنظيم «القاعدة» في سورية.

واستمر في مضايقة دول المجلس من خلال تصريحاته المعارضة للمنهج الخليجي. فبعد تصريحاته في الأيام القليلة الماضية التي هاجم فيها السعودية وعددا من دول مجلس التعاون بشكل مباشر وغير مباشر مخالفاً فيها توجهات دول المجلس، والتي اتبعها وزير خارجيته بالنفي القاطع، زاعماً أن موقع وكالة الأنباء القطرية تعرض للاختراق من مصدر مجهول بعد الاعتراض الشديد الذي صاحب تلك التصريحات من الإعلام الخليجي والسعودي خاصة، والمنطق يقول إن التصريحات كانت بالفعل تمثل توجهات الأمير الوالد الذي اعتقدنا أنه ترك السلطة.

بهذا يتضح لنا أن قطر غارقة في ممارسة نشاطها العدائي لدول المنطقة وفي إثارة الفتن وعدم الالتزام باتفاقياتها مع الدول ودعمها الجماعات الإرهابية مثل الإخوان، وجبهة النصرة، والحوثيين، وتهديد استقرار المنطقة والسلام الدولي.

ختاماً نسأل الله أن يحمي الشعب القطري الشقيق من تبعات ما اقترفته حكومته.