-A +A
هيلة المشوح
hailahabdulah20@

لا شك أن خطوة قطع العلاقات مع دولة قطر جاءت بعد حلم وحكمة وتأن، ولا شك أن المملكة العربية السعودية تحلت بالصبر على مدى 20 سنة على مراهقة سياسية قوامها المؤامرات والعمالة والخيانات الممنهجة وعلى أقذر المستويات، ولأن المملكة دولة كبرى ذات سيادة وسياسة واضحة لا تحيد، سنامها الحزم والحسم، ورجال لا يقرون ولا يقبلون سياسة الأبواب الخلفية ودهاليز العمالة، فقد قررت قطع العلاقات مع دولة قطر بعد أن خيمت على أجوائها السياسية عتمة الحزبية والعمالة والعصابات فباتت مرتعاً للتنظيمات الإرهابية وحاضنة للمارقين على القوانين والمطاردين قضائياً وأصبح جل همها العبث مع جيرانها وتدبير المكائد لتدمير المنطقة.


تفاقمت الأزمة بعد التصريحات التي أدلى بها أمير قطر وأنكرتها وسائل إعلامه، ولم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة في حال استمرار العلاقات. فقد دأبت قطر على الانتهاكات الجسيمة كما وصفها البيان الرسمي كإيواء ودعم الجماعات الإرهابية كالقاعدة وداعش والإخوان لضرب استقرار المنطقة، كما كانت تسعى إلى تأجيج الداخل السعودي وإثارة الفتنة بين أطيافه.

عندما اتفقت المملكة مع بعض الدول العربية والإسلامية على قيام التحالف لتحرير اليمن كانت قطر حاضرة ومن بين تلك الدول رغم سواد صفحتها وخزي ممارساتها، وقد أسندت المملكة لها هذه المهمة طمعاً في نضجها ولتجاوز مسألة تنحيتها عن المشهد وتكريساً لسياسة الوحدة والتكامل، ولكن الذي حدث أنها تحالفت مع المليشيات المعادية للمملكة وقامت بدعمها وتمويلها!

من لا يستطيع فهم سياسة قطر ودوافعها المريضة فليتأمل كيف كانت تحاول استقطاب بعض الخونة داخل السعودية وشراء الولاءات والذمم وتمرير انتماء حكامها لقبائل المملكة وزيارة أميرها السابق الشيخ حمد آل ثاني قبل حوالى شهرين إلى إحدى المناطق وسعيها الحثيث لإثارة القلاقل داخل المكون الاجتماعي في السعودية، كل ذلك ليس إلا تذييلاً لمخططات هذه العائلة في كسب المزيد من الولاءات وترسيخ شعبيتهم طمعاً في تحقيق حلمهم الأكبر على هذه الأرض وهذا الوطن وهو «حكمها».. ألم أقل لكم إنهم مجموعة «مرضى»!

أما عملاء قطر بيننا من حزبيين مستترين كانوا أم مفضوحي التوجه والمواقف والولاء فنقول لهم انتهت اللعبة، وستبقى خيانتكم عارا يلاحقكم ما حييتم وستبقى مواقفكم المخزية في ذاكرة الوطن، فلا أشد ألماً ممن نام مطمئناً مكفول الكرامة ثم طعن في خاصرة وطنه بمسوغات هزيلة كاللُحمة.. وسلموا لنا على «اللحمة»!