-A +A
عبدالرحمن باوزير (جدة)
ثمة ارتباط عميق بين قناة الجزيرة والمشهد الإعلامي لتنظيم القاعدة، ولم يأت قطع دول خليجية ومصر العلاقات مع قطر، بـ«الصادم» كون السياسات القطرية جاءت منذ يومها الأول «مهددة لجيرانها».

ورغم الجدل «المهني» الذي لا ينتهي عن مربع «إمكانية بث رأي الجماعات المتطرفة»، إلا أن رجل المهمات الصعبة في قناة الجزيرة يسري فودة أسدل الستار عام 2015 عن جانب آخر ظل محل تكهنات وتوقعات، إذ يشير في كتابه «في طريق الأذى» إلى كيفية إدارة رأس السلطة السياسية في قطر الأمير السابق حمد آل ثاني العمل الإعلامي ما يجعل القول باستقلالية القناة نوعا من الادعاء المزيف.


يسرد فودة تفاصيل تحقيقه الصحفي «الطريق إلى سبتمبر»، بيد أنه لم يغفل لقاء جمعه بالأمير حمد آل ثاني، إذ بدا الثاني متحمسا لوصول الأشرطة التي صورها فودة مع ضالعين في أحداث 11 سبتمبر (خالد شيخ محمد، رمزي بن الشيبة)، وطرح إمكانية الدفع لسماسرة الاتصال «مليون دولار»، وأبدى حماسة شديدة للظفر بالشريط.

ولا يغفل فودة نشر اشتراطات القاعدة على القناة واقتراحها لضيوف «الطريق إلى سبتمبر»، إذ اشترطوا عليه مقابلة الأكاديمي الكويتي عبدالله النفيسي، وعبدالباري عطوان، في إشارة إلى تناغم الأداء الإعلامي بين الدوحة والقاعدة.

ولمعرفة حجم الخدمة الكبيرة التي قدمتها الجزيرة للقاعدة، يحيل أستاذ الإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة صالح البكيري الباحث إلى البيئة الاتصالية في العالم –آنذاك-، إذ لا شيء يطغى على التلفزيون، رغم التواجد المتذبذب للإنترنت في العالم في تلك الحقبة.

ويضيف البكيري «قناة الجزيرة كانت الذراع الإعلامية للقاعدة عندما نفذت بعض الهجمات الإرهابية في المملكة بعد 11/‏‏9، فقد كانت القناة تذيع تسجيلات أسامة بن لادن وباقي قادة القاعدة الداعية لإسقاط الحكومة السعودية بشكل منتظم دون أي مراعاة لحساسية الموقف».

وتغرق الدوحة بماضيها الإعلامي في وحل دعم الجماعات المتطرفة، فيما لا تزال تلاحق لعنة أبو عدس قناة الجزيرة ومدير مكتبها في لبنان -آنذاك- غسان بن جدو، بعد أن أذاعت الجزيرة فيديو لرجل يتبنى عملية اغتيال رفيق الحريري الإرهابية عام 2005، وجاء الهدف من الشريط المنشور على شاشة الجزيرة تضليل مجريات التحقيق، بحسب وقائع إحدى جلسات المحكمة الدولية المعنية بالتحقيق حول الحادثة التي نشرتها صحيفة النهار كاملة.

وحضرت أشرطة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب (فرع التنظيم الإرهابي في السعودية)، وروجت لإصداراتهم عقب كل عملية إرهابية تهز السعودية.