أخذ الخناق يضيق على رقبة قطر. فقد انضمت جمهورية جزر القمر لمقاطعي قطر، وللأسباب نفسها. وزادت الخناقَ ضيقاً مطالبةُ فرنسا أمس قطر بالشفافية، والرد على جيرانها الخليجيين. وبدا التفهم الغربي لمبررات قطع العلاقات بعدما أطلع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير باريس وبرلين على تفاصيل الأزمة، مؤكداً أنها نجمت عن تراكمات. وأكد أن السعودية شعرت بألم كبير وهي تضطر لاتخاذ تلك الخطوة. وفيما أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز محادثات في جدة أمس مع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة؛ أجرى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد محادثات مماثلة في الإمارات، وزار لاحقاً الدوحة. وسيصل ملك البحرين إلى القاهرة اليوم. وتلقى الملك سلمان بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً أمس من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن التطورات. وأكد وزير الدولة الإماراتي أنور قرقاش لأسوشيتدبرس أمس أن الإجراءات التي اتخذتها الإمارات والسعودية لا تهدف لتغيير النظام القطري، بل حمله على تغيير سياسته ونهجه، ورفض قرقاش مزاعم الدوحة أن الأمر يتعلق باستغلال سياستها الخارجية. وقال: وصلت جهودنا لإقناع قطر بتغيير نهجها إلى طريق مغلق. وأعلن قرقاش أنه لا يوجد شيء للتفاوض بين قطر ومقاطعيها. وزاد أن الدول التي قطعت علاقاتها مع قطر لا تنوي التراجع. وأكد أن الإمارات والسعودية لن تقدما أي تنازل للدوحة. وفي الشارقة، قال الشيخ سلطان سعود القاسمي لأسوشيتدبرس أمس إن قطر أضحت معزولة تماماً، و«إن القطريين يتساءلون الآن عما إذا كان ما يحدث حالياً سيؤدي إلى تغيير القيادة نفسها في قطر». وحذر القاسمي من أنه إذا لم تتراجع قطر فإن الأزمة ستتفاقم. وفي أحدث تطور، اتصل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأمير قطر أمس، حاضاً إياه على اتخاذ إجراء ضد الإرهاب. وقال بيان للبيت الأبيض إن ترمب عرض التوسط لطي صفحة الخلاف، حتى لو تطلب الأمر استضافته اجتماعاً للغرض المذكور. وقال ترمب في كلمة ألقاها بولاية أوهايو أمس إن المملكة تقوم بعمل عظيم تجاه مكافحة الإرهاب وتمويله. وبدأت الدوحة مسعى يائساً لتشكيل «تحالف اللحظة الأخيرة» لمناوأة مقاطعيها. فقد أكد مسؤول قطري لرويترز أن الدوحة تجري اتصالات مع إيران وتركيا لتوفير المؤن الغذائية والمياه. وتراجع الريال القطري إلى أدنى مستوى في 11 عاماً، مقابل الدولار الأربعاء.