-A +A
علي بن محمد الرباعي
تروي الحكاية العربية أن شاباً انقطع زمناً عن وطنه، وحين عاد سأل عن أبيه، فقالوا مات. قال: ملكتُ أمري، ثم سأل عن زوجته. قالوا انتقلت إلى الرفيق الأعلى، فقال: جددتُ فراشي، وسأل عن أخته، فأبلغوه أنها قضت نحبها، فقال: كُفيت قطيعة رحمي، وعندما سأل عن أخيه وأخبروه أنه توفي، قال: قصمتم ظهري.

مصطلح الأخوة مصطلح مقدس أكد الله جل وعلا عليه (إنما المؤمنون إخوة) والرسول عليه السلام قال «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره» هذه الأخوة ليست خاصة، وإنما مشاعة وعامة بين جميع أطياف المجتمع لتحقيق حياة كريمة تقوم على التعاون والتناصر وحفظ الكيان الواحد.


حسن البنا في رسائله تبنى الموت فقال «الأمة التي تحسن صناعة الموت، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة، يهب لها الله الحياة العزيزة في الدنيا والنعيم في الآخرة». و«اعلموا أن الموت لا يكون إلا مرة واحدة فاجعلوه في سبيل الله»، و«اعملوا للموتة الكريمة تظفروا بالسعادة»، وهدد البنا باستخدام القوة العملية في حربه على دولته وشعبه.

لماذا اختارت الجماعة مصطلح (إخوان) ليكون أيقونة الحزب. من أين تكتسب هذه الأخوة، ولماذا اختص بها حزب واحد؟ هذه الأسئلة مبعثها محاولة الوصول إلى صدقية الإخوان في أخوتهم. وهل هم إخوة لحكامهم وشعوبهم؟ أم أنهم إخوة لوحدهم لأذية المجتمع بالتحكم فيه بغية الوصول لحكمه؟

هذه الجماعة تناقض مبدأ الأخوة، وتقرر تفسيق كل من خالفهم، ثم يقعون في استحلال الغيبة والنميمة كونه (لا غِيبة لفاسق) هذا الأثر من عندياتهم، ولا حرج لديهم من توفير نصوص إما صريحة أو متأولة لكل ممارسة راقت لهم، ومنها النفاق، إذ يرفعون أثراً ضعيفاً لمرتبة الحديث الصحيح «إنّا لنهش في وجوه أقوامٍ تلعنهم قلوبنا».

(الإخوان) على أرض العروبة لم يحققوا مبدأ الأخوة، بل حرقوا، وقتلوا، وأثاروا الشغب، وأشعلوا الفتنة، وأدخلوا الآمنين في قلق معيشي ووجودي، فكيف يمكن تصنيفهم في خانة الأخوة، أين أخوتهم فيما فعلوه بنا؟ وسنكرر طرح السؤال «أنتم إخوة من»؟.