-A +A
ناصر بن جزاء القحطاني
«هل الوقت مناسب لأتحدث معك».. أصوات نسائية منتقاة بعناية فائقة تفرضها علينا شركات الاتصالات صباح مساء دون سابق إنذار.. ودون مراعاة لخصوصية هذا الشهر واختلاف ظروف الناس ومواعيد عملهم ونومهم المتباينة من شخص لآخر..

حكى لي أحدهم بمرارة شديدة كيف أن طبيعة عمله في رمضان تبدأ بعد الإفطار وتمتد إلى ما قبل وقت السحور، ولا يأوي إلى فراشه إلا بعد صلاة الفجر وقبيل الشروق على أمل أن يهنأ بالنوم لساعات معدودة بما يمكنه من العودة لعمله في اليوم التالي وهو أكثر نشاطا، ولكنه ما أن يتسلل النعاس إلى عينيه يصحو مفجوعا برنين الهاتف ليفاجأ على الطرف الآخر بصوت أنثوي عجيب في نهار رمضان يستأذنه بالحديث معه إن كان الوقت مناسبا لشرح خدمة او مزايا جديدة تقدمها شركته.. يرد عليه بضيق شديد «لا الوقت غير مناسب».. وعبثا يحاول النوم، فتلك أمنية صعبة المنال في ظل تواصل الاتصالات التسويقية المزعجة من شركة إلى أخرى.


السؤال الذي يفرض نفسه هنا: لماذا تلاحقنا الشركات باتصالاتها المزعجة صباح مساء؟.. ألا تكفي رسائلهم المتعددة التي تستبيح حرمة هواتفنا وإيميلاتنا في أي وقت تشاء دون استئذان لإيصال ما يريدون قوله دون إقلاق منامنا في وقت راحتنا؟

آخر الكلام نقول: كفى ازعاجا يا شركات الاتصالات.