-A +A
أحمد علي الغامدي
alsarwi_a@

وضعت حكومة قطر نفسها وشعبها في موقف لا تحسد عليه، فبعد أن كانت أشبه بمخلب القط لدولة إيران المارقة، والتي تحاول إيران من خلالها زعزعة أمن البحرين، بل وزعزعة أمن منطقة الخليج بأكمله، جاءت يد قائد الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين لتقتلع ذلك المخلب وتقلم أظافره، مع العلم بأن الضربة المؤلمة التي تلقتها قطر لم تأت إلا بعد أن بذلت دول الخليج وعلى رأسها المملكة الجهد العظيم لاستصلاح هذه الدولة التي سخرت كل طاقاتها لخدمة أعداء الأمة، لكن المحاولات للأسف باءت بالفشل، فهناك إصرار قطري على المضي نحو العداء من خلال رعايتها للإرهاب، وتمويلها للإرهابيين، بل أصبح إعلامها يمارس التحريض على الإرهاب بشكل علني فج.


اليوم ستعض قطر أصابع الندم بعد أن وقعت في شر أعمالها، وفي شر ما تم تسخيرها من أجله، حيث سخرتها إيران لزعزعة أمن البحرين ونشر الفوضى فيها، والتدخل في شؤونها، كما سخرت قناتها التي تم إنشاؤها للفرقة وشق صف الأمة ودول الخليج تحديداً، فساسة هذا الشرم الصغير دأبوا على المؤامرات والغدر والخيانة، ولنا أن نعلم بأن هذا الدور وهذه الممارسات ليست نتيجة طيش الحكومة الحالية، لكنها امتداد للحكومة السابقة، لدرجة أن قطر أصبحت الخاصرة الرخوة في جسد الخليج، والتي تم اختراقها من قبل إيران وجعل كل سياساتها معادية لقادة وشعب الخليج، وقد برز ذلك في مؤشرات كثيرة، وكان أحدها محادثة وزير الخارجية القطري السابق المسربة، فقد كان فيها تآمر ومكر وخديعة ودناءة وخسة، وكانت في الوقت الذي يظهرون فيه الرضا وحسن الجوار، ويظهرون المودة والترابط، إلا أنهم كانوا يمارسون الأعمال المشينة في الخفاء، وهكذا يفعل الجبان الطائش، لكن الله يرد كيدهم في نحورهم كلما حاولوا النيل من دول الخليج عموماً، والسعودية والبحرين تحديداً.

اقتصادياً ستتلقى قطر ضربة موجعة للغاية جراء الانقياد الأعمى للفرس، فمنفذها البري الوحيد تم إغلاقه من قبل المملكة، وكذلك الحركة الجوية تم منع كل الطائرات القادمة لقطر والمغادرة منها من المرور في أجواء دول الخليج، وبعد أن تم عزل هذا الشرم الصغير براً وجواً، وفي ظل الغلاء الفاحش في أسعار السلع في قطر، سيتكبد الاقتصاد القطري خسائر كبيرة لا قبل له بها، كما أن المواطن القطري المغلوب على أمره سيدفع الثمن غالياً، نعم سيدفع ثمن الطيش، ثمن النزوات السياسية، ثمن بيع الأخوة والجوار، فقد خاب البائع وهم قادة قطر، وخاب وخسر المشتري وهم ملالي طهران.