-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@
لم يكن القرار القطري بفتح مكتب لحركة طالبان في الدوحة يهدف لإحلال السلام والأمن في أفغانستان على الإطلاق. ولم يكن هدف طالبان في مد جسور التعاون مع قطر لإعادة الاستقرار في أفغانستان التي عاشت ويلات الحروب الأهلية على مدار العقود الماضية.. ولم تكن زيارات قيادات طالبان سرا إلى قطر هدفها الوصول إلى توافق لإنهاء الحرب الأهلية.

العلاقة القطرية الطالبانية في ظاهرها كان السلام ولكن في باطنها كان العذاب الأليم وتدمير الشعوب.. فقطر كانت تدعم طالبان بالأموال لزراعة الأفيون في المناطق التي تقع تحت سيطرتها، تحديدا في قندهار، وقطر ساهمت في شراء الأراضي بمبالغ كبيرة مع زعماء القبائل الأفغانية، لكي تستطيع حركة طالبان زراعة الأفيون عليها، ومن ثم بيع المخدرات وشراء الأسلحة لتدمير أفغانستان وباكستان، وتوزيع المخدرات على الشعوب لقتلهم أيضا. كما استخدمت قطر أموال المخدرات في تبييض الأموال وشراء الأسلحة لها. لم تكن قطر حريصة في أي مرحلة من المراحل على التوصل إلى اتفاق سلام في أفغانستان، فهي دعمت طالبان ضد تحالف الشمال، كما دعمت طالبان في أحداث الفرقة داخل الأحزاب الأفغانية. وتقوم طالبان بزراعة الخشخاش (الأفيون)، إذ يقدر أنّ الدخل الإجمالي من زراعة الأفيون وبيعه هذا العام يصل إلى 4.4 مليار دولار، وهو ما يساوي نصف الناتج المحلي الإجمالي لأفغانستان، وفي ظل حكم حركة طالبان، باتت وكرا لإنتاج المخدرات وترويجها في العالم.


وتزايد عدد ممثلي طالبان وأنشطتهم في قطر بشكل كبير ولكن بصورة تدريجية. وتظهر عناصر طالبان بصورة عامة، خلال إقامتهم في الدوحة ويقودون سياراتهم ويرتادون مراكز التسوق والمساجد.

وتعيش قيادات حركة طالبان في الدوحة في فلل مريحة وكبيرة يتولى دفع تكاليف الإقامة فيها قطريون.

إن دعم قطر لحركة طالبان لزراعة المخدرات هي أحدث فصول فضائح الدوحة التي دعمت الإرهاب ومولته وارتمت في أحضان النظام الإيراني.

هذه قطر التي تزعم حرصها على الأمن والسلام في المنطقة الخليجية والعربية والإسلامية.