-A +A
عبده خال
في إحدى التغريدات طالبت الوعاظ والدعاة بالإصغاء لما يقوله محمد شحرور في برنامج النبأ العظيم الذي يقدمه الصديق يحيى الأمير.. وأضفت للمطالبة أن يكفوا عن إعادة الكلام المكرر لكي يتسع الخطاب الديني في التنوع والقيمة.

وكما هي العادة جوبهت الدعوة بالتشكيك ونبذ الدكتور شحرور من حياض الفرقة الناجية.


وبين ما يقوله الدكتور شحرور من أفكار جديدة فتقها من الآيات القرآنية كرؤى تدخل الخطاب الديني إلى العالمية، وتأكيد أن الرسالة المحمدية هي الرسالة الخاتمة، فإن معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم هي القرآن الذي يحمل في طياته المعجزات المتلاحقة عبر الزمن. فإذا كان كل نبي حمل معجزة وقتية رآها قومه وانتهت بانتهاء الرسالة، إلا أن معجزة القرآن مستمرة كلما حل زمن تكشفت عن معجزة تؤكد عالمية القرآن وعالمية الرسالة.

والدكتور محمد شحرور بدأ في فتح الستار عن خزائن القرآن منذ وقت في كتبه المتلاحقة ولأن القراءة بطيئة لدينا لم يتنبه إليها إلا القلة القليلة من القرّاء، وعندما بدأ يظهر في البرامج واللقاءات المتلفزة جذبت أفكاره الكثيرين الباحثين عن عالمية القرآن وعن الأسرار الدفينة التي تحملها الآيات.. وقد استطاع خلال عمله الدؤوب احتواء عقلية الباحثين عن الإجابات التي تبدو للوهلة الأولى أنها متناقضة في كتب التفاسير والشروحات التراثية.

وكنت أطالب الدعاة والوعاظ بالاستماع، فقط الاستماع، ومن لديه المقدرة لنفي ما يقوله الدكتور شحرور فليخرج ببراهينه وأدلته من كتاب الله أيضا، ومن وجد في قول الدكتور شحرور نوافذ جديدة عليه المواصلة لأن الخطاب الديني تيبس عند مفاهيم يتم اجترارها عبر مئات السنوات وكلما ظهر مجدد حديث قوبلت آراؤه بتهم التجديف والزندقة، وإذا كانت دعوة الإصغاء أثارت حفيظة البعض لدرجة التكفير فإن هذه النوعية من البشر لا ينفع معها سوى الصمت (فالهادي هو الله).