-A +A
حسين شبكشي
الدرس السريع لما حصل بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر ضد نظام الانقلاب الحاكم في قطر هو أن الإعلام الفعال يعتبر أحد أهم خطوط الدفاع الأولى عن الأوطان. سلسلة الأكاذيب التي بنيت عليها منظومة الانقلاب الحاكمة في قطر شرعيتها ومجدها تم فضحها وكشفها وإظهار الحقائق. فقطر دولة وإعلاما بنيت «إرثها» و«إنجازاتها» على سلسلة من الأكاذيب والتضليل والافتراءات ترفع فيها شعارات دعم «الشعوب» ونصرة «الدين» وتأييد «الثورات» وفي النهاية يتبين الأمر بوضوح أن القضية في واقعها ما هي إلا تمرير لأجندة صريحة لتمكين صوت الإرهاب والتطرف أن يكون أداة تقسيم الأرض وتهجير الشعب وتفتيت الأوطان، وهو ما قامت به منظومة الانقلاب في قطر بامتياز. الأصوات والأقلام الإعلامية في السعودية قامت بأداء أدوارها بدقة وأمانة واحترافية في كشف زيف الادعاءات القطرية وفضح الأكاذيب بالصوت والصورة. لم يتوقع القائمون على منظومة الانقلاب في قطر ردة الفعل السعودية الهائلة وخصوصا على الصعيد الإعلامي، فكشفت شرائط التسجيل التآمرية من قبل زعيم الانقلاب حمد بن خليفة ومساعده في التآمر حمد بن جاسم مع القذافي والتي كانت من نتاجها كافة القلاقل المثارة إعلاميا ضد السعودية سواء أكان ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي أو غيرها. الإعلام السعودي بحاجة للدعم ولمنحه الثقة الكاملة بعد أداء جيد المرة تلو المرة وليفضح للناس من يقف مع الوطن ومن يطعنه في الخلف بصمته المريب. الإعلام السعودي ينضج ويتطور ويزداد حنكة في المواقف الصلبة من هذا النوع، تعرض السعودية والبحرين والإمارات ومصر لحملات ممنهجة من الآلة الإعلامية لمنظومة الانقلاب الحاكم في قطر وسط صمت وهدوء وحكمة من السعوديين، ولكن اليوم بعد أن فاض الكيل وأصبحت النوايا واضحة في ثالوث يتكون ضد السعودية وحلفائها الصادقين، ثالوث شر من الإخوان المسلمين وإيران وقطر وحدتهم الأهداف الشخصية والخاصة التي لديهم ضد كل بلد من بلاد التحالف الجديد ويفضحهم يوميا وهو الذي «هز» التعاطف والتأييد الذي كان لديها بالمطلق بحسب التأثير الذي كان يبثه إعلامها فيؤثر على المتلقي بحسب ما يأتيه من شعارات الثورة والدين والشعب، ولكن الآن هناك يقظة وصحوة ضد قطر، وعرف الناس أنها دولة كاذبة ومارقة وأن مشروعها الخبيث مستمر، ولكن يبقى السؤال المهم جدا وهو من يحكم قطر؟ اليوم الرؤية غير واضحة في صاحب القطار؟ ظاهريا يبدو أن الابن تميم هو الحاكم، ولكن واقعيا يبدو أن الأب حمد له اليد العليا والنفوذ الأكبر، وخصوصا في ظل تعليمات واضحة من البنك المركزي القطري أن لا يعتمد أي صرف لأي مبلغ فوق المليار ريال قطري إلا باعتماد الأب حمد شخصيا. قطر تم فضحها وهناك فضل عظيم يجب ذكره للإعلام السعودي الذي بات لواء قويا يدافع بجسارة عن وطنه ويتلقى الشتائم والسباب والتهديدات بالأذى والقتل واتخذ موقفا محترما في أدوات السعودية الجديدة لرسم صورتها المنظورة.