-A +A
هاني الظاهري
news-sa.com@

ليس هناك ما هو أكثر إثارة للشفقة من الحال التي وصل إليها النظام القطري اليوم بقيادة الشيخ تميم بن حمد، بعد أن حول بمغامرته السياسية بلاده إلى (كمباوند) منعزل عن محيطه ونُزل مؤقت لكل شذاذ الآفاق ومطاريد الإرهاب، وأخيرا سوق سوداء لتجار الشنطة الإقليميين المقتاتين على مصائب الشعب القطري المغلوب على أمره والذي ظل طوال عقدين ونصف من الزمن خارج حسابات الساسة في الدوحة ليتحول أخيرا إلى ورقة لعب في مقامرة سياسية خاسرة تماما.


يمارس النظام القطري التآمري منذ أسبوعين اللطميات ويدعي المظلومية ويصرف الأموال الطائلة لتسويقها إعلاميا اقتداء بالسياسات التاريخية لنظام طهران الإرهابي لأن من يمسك بخيوط اللعبة في الدوحة يتغذى من أنبوب (إيراني) ليس على المستوى الاقتصادي فقط وإنما الثقافي والسياسي قبل ذلك، فالمزاعم التي يروجها نظام حكومة قطر لتشبيه مقاطعة دول المنطقة لنظامه «المافيوي» بحصار غزة مثيرة للسخرية والضحك أكثر من أي شيء آخر، وهي نتيجة حتمية لإدارة بعض مطاريد التنظيم الإخواني (حماس) للخطاب الإعلامي القطري، فتكرار مصطلح (حصار) هو بضاعتهم التي يعرفونها ولا يعرفون غيرها، وممارسة اللطم على الطريقة الفارسية هي الملعب الذي يجيدون اللعب فيه دون سواه، ولذلك سيخسرون لا محالة وسيدرك مدير الكمباوند الصوري بعد أن تنتهي آخر فصول مسرحيته الهزلية أن لا مفر له من العودة إلى محيطه الخليجي والتخلص من تاريخه الأسود مع جيرانه إلى الأبد.

مشكلة النظام القطري أنه كان عاجزا بشكل كامل عن التخلص من حالة الوهم التي تلبسها بعد الثورات الغوغائية في المنطقة، إذ ردد كثيرا في أعماقه مقولة (الأرض أرضي والزمان زماني)، ثم تلقى فجأة صفعة سياسية تاريخية مثلتها المقاطعة الخليجية، وعندما ركض باتجاه القوى الدولية الغربية بحثا عن النجاة واعتقادا منه بأنه شريكها الأهم في المنطقة كما صورت له أوهامه تلقى صفعة أكثر إيلاما بإعلانها رفض سياساته الداعمة للإرهاب ومطالبته بالتوقف عن تمويل الجماعات والتنظيمات التي تتغذى على أموال الشعب القطري، ولذلك فهو يتخبط الآن تخبطا غير مسبوق، وسيحتاج إلى بعض الوقت ليتمكن من الوقوف متزنا ومن ثم إدراك الجناية التي ارتكبها بحق بلاده وشعبه وعلاقاته بجيرانه.

أمس الأول أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشكل صريح ومباشر أهمية المقاطعة الخليجية لقطر في تجفيف منابع الإرهاب.. قال بإيجاز ووضوح (سنعمل على تجويع الوحش)، ذلك لأن وحش الإرهاب الذي يضرب المنطقة وبقاعا مختلفة من العالم يأكل يوميا من صحن القطريين، وبتجويعه سيصبح الإجهاز عليه مسألة محتومة، وهو ما يوضح أن لطميات النظام القطري حاليا مجرد هراء لا قيمة له، فالمؤكد أن القوى الدولية الغربية أعطت كمباوند الدوحة ظهرها ولم يعد لديها أي استعداد للالتفات لضجيجه وبكائياته فيما هي في طريقها لإنقاذ شعوبها من خطر الإرهاب.