-A +A
سعيد السريحي
عندما كابرت قطر وأصرت على الاستمرار على ما هي عليه من سياسة تستمد رؤيتها من فكر جماعة الإخوان المسلمين وتبني علاقاتها بنفس الطريقة التوفيقية لتلك الجماعة بحيث تجمع ما بين حماس وإسرائيل وإيران وداعش دون أن تعني تلك العلاقات المتناقضة أي تعارض لدى صناع السياسة القطرية، حين كابرت قطر ورفضت التراجع عن سياستها وتعمدت إفشال الوساطة التي قام بها أمير الكويت لم يجد المتعاطفون مع قطر وسياستها وساستها ومن يسير في ركابهم من الانتهازيين والمؤدلجين بدا من أن يبدأوا حملة مركزة يتحدثون فيها عن «حصار قطر» متجاهلين أن لقطر مطاراتها التي لا تزال تقلع منها الطائرات وتهبط فيها وأن لقطر موانيها التي لا تزال ترسو فيها السفن، متجاهلين ذلك كله متحدثين عن شعب مغلوب على أمره محاصر لا يجد طعاما يأكله ولا ماء يشربه، وهم إنما يخلطون بين المقاطعة والحصار عن عمد ويوهمون المجتمع الدولي أن كارثة تحيط بالناس في قطر وذلك لكي يكسبوا تعاطف الشعوب معهم وفي ذلك استغفال لتلك الشعوب، كما أن اللجوء لمثل هذه الطرق الملتوية في كسب تعاطف الشعوب دليل على الإفلاس السياسي وإنما تلجأ الدول العاجزة عن إقناع غيرها بعدالة مواقفها وسلامة سياستها لمثل هذا التحايل لاستدرار عطف العالم وتعاطفه معها.