-A +A
عيسى الحليان
تمر منطقتنا بتحديات خطيرة، فالأخطار الجسيمة تهدد دول الخليج العربي من كل حدب وصوب، والدول المعادية تتربص بدولنا الدوائر وهو ما يتطلب توحيد وتضافر الجهود وإعادة اللحمة وهذا أمر لن يتحقق إلاّ بإطفاء جذور الأزمة وعودة قطر إلى حضن شقيقاتها عن طريق تحقيق المطالب المشروعة لجيرانها وأشقائها الخليجيين، فدخول الدول الخارجية على خط الأزمة لن يفيد، ولن يؤدي إلاّ إلى اتساع رقعة الخلاف وصب النار على الزيت!

لن تحقق قطر مجداً على حساب حاضنتها السياسية هذا ما يقوله التاريخ، فاللعب على وتر التدخلات الخارجية لن يؤدي إلاّ لإطالة أمد الأزمة وإعطاء هذه الدول فرصه لغرس أنيابها في الشأن الخليجي وتحقيق مكاسب سياسية على حساب دول المجلس، خلاف أن اللعب على عامل الزمن لن يولد سوى مزيد من الضغائن والجروح التي لا تندمل.


كلنا أمل بأن تتجاوب قطر مع مبادرة وجهود عرّاب هذه الأزمة الشيخ صباح الأحمد الصباح، وأن تصغي لمطالب أخواتها الخليجيات، وأن تتفهم هواجسها الأمنية في مثل هذه الظروف الصعبة التي تواجه فيها المنطقة أخطارا إستراتيجية لا تسمح بفتح أزمات فرعية أو خلافات جانبية.

الأحلام السياسية حق مشروع لكل دولة لكن هذا لن تتحقق على حساب مصالح الدول الأخرى وخارج سياق وعامل التاريخ.

لنا مشتركات مع قطر ربما أكبر من أي دولة أخرى مجاورة، وعلى الأخوة في قطر أن يغلبوا هذه المشتركات أكثر من نقاط الاختلاف الطارئة التي تعبر عن ترف سياسي يمارس على حساب أولوياتنا الأمنية.

Alholyan@hotmail.com