-A +A
حمود أبو طالب
ليست مستغربة ولا مفاجئة تلك الإساءة البالغة التي اقترفتها صحيفة الراية القطرية عندما صدرت يوم أمس بعنوان عريض، فاجر أخلاقيا وساقط مهنيا، يتصدر مقالا مطولا لمدير تحريرها. وليس مستغربا أيضا أن تحاول الصحيفة تدارك فضيحتها بشكل مكشوف بتغيير ذلك العنوان الذي استهجنه كل من قرأه، حتى الذين لا علاقة لهم بالمملكة وقطر. العنوان السيئ المسيء ليس إلا نتاج العقليات والنفوس المريضة الممتلئة بالحقد، ومحاولة التراجع عنه صفة أصيلة من صفات المنافقين المتلونين. أوليست هذه سياسة النظام الحاكم في قطر؟. حقد واحتقان وكراهية للمملكة، وتلون ونفاق في التعامل معها. فما الجديد إذاً؟.

عندما تصف صحيفة الراية هيئة كبار العلماء السعودية بهيئة كبار المنافقين لأنها قالت إن الإجراءات المتخذة ضد سياسة قطر فيها خير للقطريين فإن الصحيفة تكون أشد المنافقين والخائنين لشعب قطر، لأن ما قالته هيئة كبار العلماء صحيح تماما، فعندما يدرك النظام الحاكم سوءاته تجاه الشعب القطري وتجاه الدول الشقيقة لقطر، والكوارث الماحقة التي ارتكبها، لعله يتراجع عن تهوره بالمضي في مزالق الشر، ويعود إلى جادة الحق، لأن بعض العقليات لا ترعوي ولا تعي فداحة ما ارتكبته إلا بمعاناة بعض الألم. كما أن الشعب القطري المغلوب على أمره بسياسة سلطته الحاكمة وأعوانها من المرتزقة الذين لا تهمهم قطر ولا شعبها، عندما يبدأ الشعور بمعاناة المقاطعة ربما يضع حداً بشكل أو بآخر لممارسات سلطة تورطه في مشاكل ومتاهات وتستنزف خيراته لصالح جيوب المخربين والقتلة والخونة وحثالة البشر.


هيئة كبار العلماء يا صحيفة الراية تريد الخير لشعب قطر لأن فيها علماء أخيارا، أما تجار الدين الذين أشرتم إليهم فلا يمثلون الهيئة ولا علاقة لهم بها من قريب أو بعيد. إنهم بعض مرتزقتكم الذين اشتريتم ذممهم وافتضح أمرهم ولن يرحمهم تأريخ الوطن.