-A +A
د. حنان عنقاوي*
بعض السائقين يأتون من بلادهم على أنهم سائقون إلا أنهم في الحقيقة لم يجلسوا خلف مقود سيارة من قبل، وآخرون لا يعرفون عن قيادة السيارات إلا الأوتوماتيك التي لا تحتاج لأكثر من ضغطة خفيفة على دواسة البنزين لتنطلق السيارة دون أي معلومة، وبينهم من اعتاد في بلاده على قيادة الشاحنات وعربات النقل وهذه النوعية بحاجة إلى تدريب على السيارات الصغيرة.

عشت مع سائقي الوافد من بلد شقيق، معاناة، وأتذكر أنني بمعدل كل خمس دقائق في الشهر الأول من وصوله قبل سنتين كنت أكرر عليه كلمة «بشويش»، كنت أنبهه أنه لا يحتاج ضغطا شديدا على «الفرامل»، وخلال الشهرين الأولين بلغني على جوالي إشعارات بثلاث مخالفات تجاوز سرعة رصدها «ساهر» فألزمت السائق بدفعها رغم أني أنوي تعويضه لاحقا، ولكن يهمني وقت وقوع المخالفة أن أشعره بطريقة عملية بالعواقب المترتبة على السرعة، وفي البداية حاول أن يحاججني بأنه لم يتجاوز السرعة، إلا أنني كنت أكشف له على الرصد الذي تم بشأن المخالفة من قبل ساهر، والذي يظهر فيه التوقيت الذي تمت فيه المخالفة والمكان الذي وقعت فيه تماما، مع أول مخالفة بدأ حذرا في تجاوز السرعة ومع ثالث مخالفة انعدم التجاوز، فشكرا ساهر كونك حميت حياتي وحياة آخرين باعتبار أن حوادث السيارات لا تؤذي فقط السيارة التي تسببت فيه وأنما كل ما هو في دائرة محيطها.


في فنلندا يمكن الاستفادة من المباني المدرسية واستغلالها أمثل استغلال لصالح العملية التعليمية والتربوية والمبنى المدرسي مفتوح أمام الطالب أربعا وعشرين ساعة بحيث يستطيع الطالب أن يحضر ويستخدم المكتبة المدرسية مثلا أو الساحات الرياضية في أي وقت يريد فيها الحضور، وليس هناك موظفون أو رجال أمن بعد ساعات الدراسة الرسمية وتتم الاستعاضة بكاميرات المراقبة التي يعلم الطالب عنها جيدا ومتى وقع منه سلوكيات خاطئة وتم رصدها من قبل كاميرات المراقبة يعاقب عليها وفق لائحة عقوبات مقننة.

يصل عدد سكان الصين أكثر من مليار نسمة، ورصد برنامج تلفزيوني الآراء حول الموافقة على تركيب كاميرات المراقبة في الأماكن العامة، وفي تجربة عملية عرضها البرنامج أظهر سيدة تسير في الشارع معلقة على كتفها حقيبة يدها، ليمر بها لص على موتوسيكل خاطفا الحقيبة، بدأت السيدة تصرخ فزعا وخلال دقائق معدودة كان الشرطي ممسكا باللص. كون هناك شبكة كاميرات مراقبة موصولة بجهاز مركزي ومن خلال غرفة العمليات تتم متابعة جميع الأماكن العامة، ثم طرح مقدم البرنامج سؤالاً «هل أنت مع كاميرات المراقبة برغم انتهاكها الخصوصية»؟ لتأتي الإجابات بنعم طالما أن كاميرات المراقبة تؤمن لنا كمواطنين ولأبنائنا الحماية ولا مانع منها.

نلحظ أن أعداد الطلبة في الجامعات السعودية في تزايد بشكل مطرد وبعض الجامعات يصل عدد طلابها وطالباتها إلى (150) ألفا ومساحة الجامعات في تزايد، وأمن الجامعات من الأفراد بعددهم وإمكانياتهم لا يمكنهم تغطية هذا العدد الكبير من الطلاب والطالبات في المساحات الشاسعة ما يطرح أهمية مناقشات خيارات أخرى ثبت فاعليتها في دول أخرى من العالم. ومنها كاميرات المراقبة التي نحتاجها في الشارع العام. ووجهت وزارة الداخلية مشكورة بتركيب كاميرات في كل المحلات التجارية، ونتطلع إلى استيفاء هذه المنظومة التقنية واستكمالها في كل مكان تحت مظلة الدولة التي تعمل لصالح أمن المواطنين.

* جامعة الطائف