-A +A
هيلة المشوح
hailahabdulah20@

ما إن بدأ بث مسلسل «غرابيب سود» حتى بدأت معها «غرابيل» ربعنا المعهودة وحملاتهم التي تتمثل إما بالمقاطعة أو المطالبة بإيقاف المسلسل أو الهجوم على كادر العمل وتشويه نجومه وإلصاق التهم بهم، وهذا ليس بمستغرب فقد سبق وهاجموا العديد من الأعمال والبرامج الهادفة والموجهة ضد التطرف كبرنامج صناعة الموت وهذا حقيقةً يمثل مؤشرا خطرا إذا ما شرّحناه بعين التحليل والدراسة الاجتماعية العميقة.


مسلسل غرابيب سود يتناول داعش كجماعة مارقة تستقي أدبياتها من تراث موغل بالوحشية والانتهاكات الإنسانية دون أن يتناول تلك الوحشية والدموية فعلياً على الشاشة والاكتفاء بسردها في سياق الأحداث، وهذا ما ميز المسلسل، وأعني الابتعاد عن العنف والدموية واحترام عاطفة المشاهد ومراعاة تباين قدرته على تحملها.

أثار المسلسل نوبة من الاعتراضات حول بعض الممارسات التي سبق أن سردها من عادوا من داعش وكشفوا ممارساتها قبل عرض المسلسل، كاستخدام المجندات لأغراض غريزية بحتة بما يسمى بجهاد النكاح، ووجه الاعتراض هنا أن هذا النوع من النكاح غير وارد في السنة النبوية وأنه محض افتراء على الدين، ولكن من يحاول تمرير هذه الفكرة هم نفسهم من تبرأوا من داعش وقالوا إنها لا تمثلهم، فلِم الاعتراض إذاً.. لا نعلم!

يقول أحدهم عندما طرحت تساؤلاتي في تويتر: هل ترضين أن توصم نساء سعوديات بجهاد النكاح؟

بالطبع لا أرضى ولكنهن فعلن ذلك، وشددن الرحال إلى داعش والقاعدة فيما أنتم تناكفون وتقلبون الحقائق، وهؤلاء النسوة منهن من قبض عليهن على الحدود مع أطفالهن، ومنهن من تمكّن من الفرار والالتحاق بهذه التنظيمات، وأسماؤهن معروفة.. فلماذا نلفق وننكر الواقع؟!

السؤال وبكل تجرد.. لماذا ينكرون ولماذا يعترضون ولماذا يقاطعون؟

وما هي دوافعهم وما الذي يحرك مشاعرهم نحو هذه الكيانات الإرهابية في دفاع مبطن و«فزعة» فجة؟

ألم أقل لكم إن «غرابيلنا» سود؟!