-A +A
عبير الفوزان
يكتب بعض القومجيين والإخونج حول الأزمة السياسية الراهنة، بين دول مجلس التعاون الثلاث من جهة والنظام القطري من جهة أخرى، برومانسية حالمة وكأنها أزمة عاطفية، فأسلوبهم يكاد يكون أسلوب ذلك الخارج من جلده. يمر الكلام المكتوب أمام عينيك بين مصدق ومكذب.. هل هذا فلان الذي كان يحرض، وهل هذه فلانة المتنصلة حتى من وطنها؟! تأخذك الدهشة إلى أبعد مدى، فاللغة الحالمة-اليوم- تختلف عن لغتهم المعتادة، مما جعلها تصل إلى حد الفجاجة في ظل غياب منطق يرمي بالأدلة خلف ظهره ويستحضر القلب الكسير ولا شيء غيره!

هناك فرق بين ما يحدث في الساحة السياسية بفعل نظام مارق، وبين ما يحدث في بيتك البسيط المكون من غرفتين وصالة، ومع ذلك هناك من يريد أن يُسقط وضع بيته البسيط السهل غير المعقد على الأنظمة، فيستحضر تجاربه الأسرية في الفراق والغضب ويدعو إلى الحكمة والتروي لحل المشكلة بين الأشقاء، وكأنه حكيم زمانه ويعيش أمام الجمهور دور أكثم بن صيفي، وكأن موقف دول الخليج الثلاث يفتقر إلى الحكمة، أو التروي ويحتاج نصح بن صيفي القرن الواحد والعشرين الذي لا يفرق بين الأنظمة السياسية وجلسة عائلة احتد فيها النقاش. وعلى طاري أكثم بن صيفي الذي يريد أن يمثل دوره الكثيرون عندما مثل أمام كسرى الفرس قال له: «حسن الظن ورطة، وسوء الظن عصمة». الرأي الحكيم ليس رومانسيا ولا مثاليا، ولا يستخدم إسقاطات غير ملائمة؟


إلى من ينظرون إلى الأزمة الخليجية الدائرة -اليوم- بمنظار عاطفي ويرون أنها تحتاج إلى حكمة وتعقل.. نقول لهم: ما أدراكم أن ما يحدث -الآن- هو عين العقل والحكمة.

abeeralfowzan@hotmail.com