خربين
خربين
برونو
برونو
كهربا
كهربا
حمد الدبيخي
حمد الدبيخي
-A +A
عبدالرحمن الحجاب (الرياض)
abomroan999@

يبدو أن الأندية لن تكتفي بما فيها من هموم تمثلت في الأزمات المالية الخانقة والمتلاحقة التي تمنعها في أحايين كثيرة عن الوفاء بالتزامات الرواتب والعقود، إذ باتت مهددة بداء الابتزاز الذي ظهر أخيرا في المشهد الرياضي السعودي، بمغالاة اللاعبين المعارين للأندية السعودية وأنديتهم التي قدموا منها في قيمة عقودهم لاحقا بعد تألقهم في موسم الإعارة أو الموسم الأول، ما أوقع الأندية المحلية في حرج بالغ. ووقعت أندية الاتحاد والهلال والنصر ضحية هذا الابتزاز العلني بعد أن كانت سببا في نجاح ثلاثة من لاعبيها الأجانب في الموسم الماضي.


فكثير من الأندية السعودية تلجأ لجلب بعض اللاعبين المحترفين بنظام الإعارة كي تسد حاجة فريقها، وغالبا ما تكون هذه الخطوة بعد فشل أي لاعب استقطبته، وهذا أمر متبع في جميع دوريات العالم، ولكن من غير المنطقي بعد أن يقدم ذلك اللاعب المعار مستوى مميزا مع الفريق الذي مثله بالإعارة ويرغب النادي في شراء عقده من ناديه الأصلي؛ أن تبدأ بعض الأساليب الملتوية والممقوتة من خلال المبالغة في عقد اللاعب وابتزاز ذلك النادي الذي يرغب بالاستفادة من خدماته بعد النجاح الذي قدمه، وهذا ما حدث في دوري جميل الموسم المنصرم من الثلاثي «كهربا وخربين وبرونو».

السيناريو الأول كان بطله المهاجم المصري محمود عبدالمنعم (كهربا) الذي مثل فريق الاتحاد، بعد أن بالغ نادي الزمالك في تقدير سعره حال بقائه مع الاتحاد، بل صرح رئيسه بأن من يريد اللاعب عليه دفع مبلغ 40 مليون يورو، وهذا مبلغ يتجاوز ميزانية الكثير من الأندية حتى تقدم على شراء عقد اللاعب، ثم مارس الابتزاز مرة أخرى بتصريحه بأن قيمة إعارة كهربا للموسم الواحد خمسة ملايين دولار، وهو مبلغ لم يحصل عليه النجوم المحترفون في الدوريات العالمية.

القصة الثانية، ما حدث من نادي الظفرة الإماراتي من مماطلة في توقيع إعارة المهاجم السوري عمر خربين لنادي الهلال، وما تبع ذلك من ابتزاز عقب نهاية الموسم الرياضي، الذي كان قد شهد تقديم اللاعب لمستويات مميزة دعت ناديه الأصلي للمبالغة في قيمة انتقاله، وما رافقه من سيناريوهات مرتبة وحديث عن عروض انهالت على إدارة نادي الظفرة للاستفادة من خدمات اللاعب، ولكن رغبة الأخير في تمثيل نادي الهلال ورفضه جميع العروض الأخرى أوصلت المفاوضات لطريق مسدود، ليكسر اللاعب العقد ويدفع الشرط الجزائي لنادي الظفرة وينتقل للهلال. إذ وصلت قيمة كسر العقد إلى 20 مليون ريال من دون حصة اللاعب. نعم حق مشروع للنادي أن يطلب المبلغ الذي يراه مناسبا للاعبه ولكن المبالغة في قيمة العقد تعد ابتزازا، فقيمة عقد خربين مع الظفرة لم تكلف حتى ربع مبلغ الشرط الجزائي.

وأخيرا، ما حدث من مدافع النصر البرازيلي برونو اوفيني عندما رفض الحضور بعد انتهاء إجازته الرسمية، وطالب برفع المبلغ المتفق عليه سابقا من قبل مدير أعماله بعد معرفته التامة بأن فريق النصر بحاجة ماسة له عقب المستوى اللافت الذي ظهر عليه في دوري جميل، إذ حاول فرض أسلوب الضغط على الإدارة النصراوية وذلك عندما قام بحذف كلمة نادي النصر من البايو الخاص بحسابه في تويتر، وكتب لاعب كرة قدم، إضافة إلى حذف صورة العرض في محاولة واضحة لابتزاز النادي.

وربما كان الأهلي قريبا من هذا السيناريو لولا أن مفاوضاته مع هدافه السوري عمر السومة انتهت منذ البداية وحتى قبل أن يتأكد نجاحه من فشله بتوقيع عقد احترافي بمبلغ معقول جدا. وامتلك الأهلي بطاقة اللاعب وتلافى مبكرا كل العراقيل المحتملة، وإلا لكانت قيمة عقد السومة بعد النجاح الكبير الذي قدمه ستصل إلى 50 مليون يورو.

وها نحن نشاهد على المستوى العالمي النجم العالمي كرستيانو رونالدو بعد أن صرح برغبته الرحيل عن صفوف ريال مدريد لعدم ارتياحه في إسبانيا بسبب الضرائب التي تفرض عليه بشكل كبير، إذ طلبت إدارة الريال مبلغ 200 مليون يورو لمن يريد الظفر بخدمات المهاجم البرتغالي، وهو ما أطلق عليه مصطلح التجارة بالبشر ولكن تحت مظلة العقود الرياضية التي تحميها الأعراف والقوانين الرياضية الدولية.

الدبيخي: المسألة «عرض وطلب»

علق الناقد الرياضي حمد الدبيخي على موضوع الابتزاز قائلا: «للأسف هذا الأمر يسير عكس المفهوم الذي عرفناه في كرة القدم سابقا بأنها متعة ومشاهدة، ولهذا أتوقع كل شيء يحدث لا سيما أن الأندية ستدفع المال، والمال هو المتحكم بذلك، فطبيعي أن تغيب كثير من القيم، ومن الصعوبة بمكان أن تتحكم بالساحة إذا كان هناك عرض وطلب وأطماع وأندية تريد التخريب على أندية أخرى حتى لو أن الفريق ليس بحاجة لذلك اللاعب، وبالنسبة لي أرى بأن الأمر طبيعي جدا ولا يمكن أن أسميه ابتزازا، فواقع كرة القدم في الوقت الحالي يسير بهذا الاتجاه شاء من شاء وأبى من أبى». وأضاف: «من الممكن أن يكون هناك تحول في مثل هذه الأمور إذا بدأت الخصخصة بمفهومها الصحيح، لأن كل شيء محسوب على النادي وهذه الأساليب الملتوية بلا شك ستختفي».