من استمع للحوار الذي دار بين الأمير محمد بن نايف، والأمير محمد بن سلمان، بعد إعلان بيعته وليا للعهد، يستطيع أن يفهم شيئا يسيرا من أسرار بيت الحكم السعودي، تلك الأسرار التي حيرت كثيرا من المتابعين والمراقبين وجعلت تحليلاتهم تتهاوى أمام الواقع «السعودي» بكل ثقته وتمكنه، توقعات وتنبؤات لم يصدق منها شيء منذ التأسيس وحتى اليوم.
لعلنا نذكر بعضا من ملامحها، كيف يتم التشاور والتداول واتخاذ القرار، إضافة إلى احترام الصغير للكبير، وتقدير الكبير للشباب من الأمراء، إنها جزء يسير مما تلتزم به الأسرة الحاكمة فيما بينهم البين، وللحقيقة كان ذلك هو الدرع الحصين لتأمين البيت وتوحيده تحت قيادة واحدة ورأي واحد طوال عقود.
هكذا هو بيت الحكم السعودي الذي استعصى فهمه على كثير من المتابعين المحايدين، وحتى على المتآمرين الذين تحركهم أمنياتهم قبل قدرتهم على التدبير، بيت لم يستطع أحد أن يخترقه أو يؤثر عليه، رغم كل المحاولات التي حيكت ولا تزال، ولن يغفل المتابع الدقيق كيف أن كثيرا من التسريبات والإشاعات والأخبار الكاذبة، وحتى العمليات الإرهابية، كان الهدف منها هز العرش السعودي، وخلق الاختلاف والفوضى لا سمح الله بين أفراده، إلا أن ذلك يتوقف دائما أمام وعي تشربه «البيت» منذ تأسيسه وحتى الآن.
السعودية ليست دولة عابرة يتم التعامل معها من خلال الإشاعات أو التنبؤات التي تطلقها الصحافة الغربية، أو حتى صحافة المهجر، ويتبعها الكثير من مطلقات إعلام الإخونجية والسرورية، الجميع في نظري تحركه الأمنيات المسمومة وليس الحقائق.
السعودية دولة عميقة لديها سياسات ثابتة عمرها على الأقل ثلاثمئة سنة، محورها تلاحم الأسرة الحاكمة وتوافقها، وتلاحم الشعب معها، ووعيها باحتضانها للحرمين الشريفين والمكانة الدينية الكبرى التي تجعلها زعيمة للعالم الإسلامي، واقتصاد كبير ومخزون من الطاقة يعد من الأكبر حول العالم، إضافة إلى بعدها العربي ومكانتها الإقليمية والدولية المتعاظمة.
اليوم يشهد السعوديون دولتهم الرابعة بقيادة الملك الحازم سلمان بن عبد العزيز، وتولية شباب الأسرة لقيادة المملكة لمئة سنة أخرى، فمع مرور ثلاثة قرون منذ بناء الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، وحتى مؤسس الدولة الثالثة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، أصبح ملحا أن يتم تجديد الدولة، وإعادة تهيئتها للبقاء مئة سنة أخرى.
لكن من هو هذا الأمير الشاب الذي سيتولى التأسيس لقرن جديد تحت أنظار الملك.
يحظى الأمير محمد بن سلمان بشبه كبير مع الملك المؤسس، ويحمل حيوية الشباب بعصريته وتقدمه، أخذ الأمير محمد بن سلمان من جده الملك عبد العزيز كثيرا من صفاته الشخصية الفريدة، فهو أقرب الأحفاد إليه خلقة، وورث عنه حلمه وصبره ودهاءه وحنكته السياسية، ولعل من عمل مع الأمير محمد عن قرب يعرف تلك الطاقة الكبيرة والهائلة، والعمل في خضم تحديات لا يمكن حصرها في الاقتصاد أو التنمية والسياسة والأمن، فقدر المملكة أن تعيش في هذه البقعة من العالم المتفجرة وهي تعاني من أزمات كبرى حولت أكثر من 50 مليون إنسان ما بين مشرد ولاجئ ومقتول.
ومع ذلك استطاع الأمير محمد بن سلمان أن يقفز بالمملكة فوق كل المكائد التي وضعت في طريق مملكته، مهددة استقرارها الاقتصادي وأمنها ومكانتها، بالطبع الأمير محمد اكتسب خبراته من مدرسة الملك سلمان شقيق الملوك ومستشارهم الأول، ما جعله يكتسب الكثير من خبرات الدولة السعودية العميقة.
ملفات إعادة تعويم الاقتصاد السعودي بعد انهيار أسعار النفط، وإطلاق برنامج التحول الوطني ورؤية 2030، والحرب على الإرهاب في سورية، كسر التمدد الإيراني في اليمن، وتأكيد مكانة المملكة الدولية والتي توجت عبر قمة القمم المنعقدة في الرياض الشهر الفائت، بحضور زعيم أكبر دولة في العالم الرئيس ترمب، و59 رئيسا عربيا ومسلما، كلها إنجازات كبرى تولاها الأمير محمد وحولها لصالح المملكة، وسيكون لها نتائج عميقة في مستقبل آمن متحضر ومتمدن.
m.assaaed@gmail.com
لعلنا نذكر بعضا من ملامحها، كيف يتم التشاور والتداول واتخاذ القرار، إضافة إلى احترام الصغير للكبير، وتقدير الكبير للشباب من الأمراء، إنها جزء يسير مما تلتزم به الأسرة الحاكمة فيما بينهم البين، وللحقيقة كان ذلك هو الدرع الحصين لتأمين البيت وتوحيده تحت قيادة واحدة ورأي واحد طوال عقود.
هكذا هو بيت الحكم السعودي الذي استعصى فهمه على كثير من المتابعين المحايدين، وحتى على المتآمرين الذين تحركهم أمنياتهم قبل قدرتهم على التدبير، بيت لم يستطع أحد أن يخترقه أو يؤثر عليه، رغم كل المحاولات التي حيكت ولا تزال، ولن يغفل المتابع الدقيق كيف أن كثيرا من التسريبات والإشاعات والأخبار الكاذبة، وحتى العمليات الإرهابية، كان الهدف منها هز العرش السعودي، وخلق الاختلاف والفوضى لا سمح الله بين أفراده، إلا أن ذلك يتوقف دائما أمام وعي تشربه «البيت» منذ تأسيسه وحتى الآن.
السعودية ليست دولة عابرة يتم التعامل معها من خلال الإشاعات أو التنبؤات التي تطلقها الصحافة الغربية، أو حتى صحافة المهجر، ويتبعها الكثير من مطلقات إعلام الإخونجية والسرورية، الجميع في نظري تحركه الأمنيات المسمومة وليس الحقائق.
السعودية دولة عميقة لديها سياسات ثابتة عمرها على الأقل ثلاثمئة سنة، محورها تلاحم الأسرة الحاكمة وتوافقها، وتلاحم الشعب معها، ووعيها باحتضانها للحرمين الشريفين والمكانة الدينية الكبرى التي تجعلها زعيمة للعالم الإسلامي، واقتصاد كبير ومخزون من الطاقة يعد من الأكبر حول العالم، إضافة إلى بعدها العربي ومكانتها الإقليمية والدولية المتعاظمة.
اليوم يشهد السعوديون دولتهم الرابعة بقيادة الملك الحازم سلمان بن عبد العزيز، وتولية شباب الأسرة لقيادة المملكة لمئة سنة أخرى، فمع مرور ثلاثة قرون منذ بناء الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، وحتى مؤسس الدولة الثالثة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، أصبح ملحا أن يتم تجديد الدولة، وإعادة تهيئتها للبقاء مئة سنة أخرى.
لكن من هو هذا الأمير الشاب الذي سيتولى التأسيس لقرن جديد تحت أنظار الملك.
يحظى الأمير محمد بن سلمان بشبه كبير مع الملك المؤسس، ويحمل حيوية الشباب بعصريته وتقدمه، أخذ الأمير محمد بن سلمان من جده الملك عبد العزيز كثيرا من صفاته الشخصية الفريدة، فهو أقرب الأحفاد إليه خلقة، وورث عنه حلمه وصبره ودهاءه وحنكته السياسية، ولعل من عمل مع الأمير محمد عن قرب يعرف تلك الطاقة الكبيرة والهائلة، والعمل في خضم تحديات لا يمكن حصرها في الاقتصاد أو التنمية والسياسة والأمن، فقدر المملكة أن تعيش في هذه البقعة من العالم المتفجرة وهي تعاني من أزمات كبرى حولت أكثر من 50 مليون إنسان ما بين مشرد ولاجئ ومقتول.
ومع ذلك استطاع الأمير محمد بن سلمان أن يقفز بالمملكة فوق كل المكائد التي وضعت في طريق مملكته، مهددة استقرارها الاقتصادي وأمنها ومكانتها، بالطبع الأمير محمد اكتسب خبراته من مدرسة الملك سلمان شقيق الملوك ومستشارهم الأول، ما جعله يكتسب الكثير من خبرات الدولة السعودية العميقة.
ملفات إعادة تعويم الاقتصاد السعودي بعد انهيار أسعار النفط، وإطلاق برنامج التحول الوطني ورؤية 2030، والحرب على الإرهاب في سورية، كسر التمدد الإيراني في اليمن، وتأكيد مكانة المملكة الدولية والتي توجت عبر قمة القمم المنعقدة في الرياض الشهر الفائت، بحضور زعيم أكبر دولة في العالم الرئيس ترمب، و59 رئيسا عربيا ومسلما، كلها إنجازات كبرى تولاها الأمير محمد وحولها لصالح المملكة، وسيكون لها نتائج عميقة في مستقبل آمن متحضر ومتمدن.
m.assaaed@gmail.com