محمد الحمادي
محمد الحمادي
بطاقة الحمادي.
بطاقة الحمادي.
-A +A
«عكاظ» (جدة)OKAZ_online@
رغم أواصر الأخوة التي تجمع دول الخليج، ووحدة صفها أمام التحديات التي تعصف بالمنطقة، سعت دولة قطر إلى زعزعة الأمن في دول الجوار، باستخدام كتائب إلكترونية لشق الصف في هذه الدول عبر إنشاء حسابات وهمية تسيء إلى القيادات.

من جهتها، بثت «قناة أبوظبي» مقابلة مع الملازم الثاني حمد بن علي بن محمد بن علي الحمادي (33 عاماً) في جهاز أمن الدولة القطري، الذي عمل سابقاً مساعداً لرئيس جهاز الأمن لشؤون العمليات جاسم رستم في عام 2013.


وقال الحمادي إنه في «تاريخ 15/‏‏ 9/‏‏ 2013، اتصل بي المقدم جاسم وطلب مني الحضور في المكتب عند الساعة 10 صباحاً، وأتيت عند الساعة 12، فسلمني مبلغ 25 ألف ريال قطري من نثريات الجهاز. وكانت المهمة التوجه براً إلى دولة الإمارات وشراء خمس شرائح هاتفية وتعبئتها برصيد خمسة آلاف درهم إماراتي لكل شريحة لاستخدامها دولياً».

وأضاف «سألته عن السبب قال كي يكون هناك تجوال، لأن الدقيقة ستكون بسعر 55، واستغربت عن السبب، ولم يكن لدي أي خبر بتعبئة الأرقام بهذه المبالغ الكبيرة، وحاولت أن أسأله عن السبب مرة أخرى، قال لي: نفذ ولا تناقش».

غادر الحمادي بسيارته الدوحة متجهاً إلى معبر أبو سمرة البري ومنه إلى معبر سلوى، و«عندما تعديت الدوحة تقريباً عند الساعة الخامسة مساء، عن طريق مركز سلوى الحدودي، اشتريت خمس بطاقات سعودية، وكانت الخدمات مفعلة»، وبعد ذلك توجه إلى معبر الغويفات الإماراتي، و«دخلت الحدود بسيارة تويوتا إف جي أسود ملك أخوي محمد الحمادي، وقمت بتأمين السيارة بـ100 درهم، وبعد الانتهاء من الإجراءات»، توجه الحمادي إلى أقرب البقالات القريبة، وابتاع خمس شرائح هاتفية دون أن يطلب البائع صورة هوية المشتري، كما ابتاع أربعة أجهزة هاتفية، واستخدم هاتفه الشخصي لوضع الشرائح فيها، وقضى عدة ساعات وهو يقوم بشحن كل واحدة منها برصيد خمسة آلاف درهم إماراتي.

وأضاف الحمادي «طلب مني المقدم جاسم أن تتم تعبئة هذه الشرائح داخل شبكة الإمارات، فقام العمال بتعبئتها برصيد إلكتروني، فقمت بتعبئتها بقيمة إجمالية 25 ألف درهم إماراتي، وبعد ذلك نزعت الكروت من التليفونات، ومشيت عائداً إلى الدوحة».

وفي اليوم التالي الـ16 ديسمبر 2013، عاد الملازم القطري إلى معبر الغويفات الإماراتي عائداً إلى الدوحة، يؤكد الحمادي و«أنا في الطريق كلمت جاسم، وقلت له إنني حصلت على الأغراض التي كلفتني بها، ولم يكن عندي علم أبداً بهذه الأمور، فكان موجوداً بالعمل، والتقيته بعد العمل، وقلت له دفعت 1200».

وتوجه الحمادي إلى مقر جهاز أمن الدوحة، وكان النقيب حمد الكبيسي مدير الإدارة الرقمية، وجاسم سلم الخطوط لحمد خميس الكبيسي، والكبيسي عهدها للملازم راشد عبدالله المري والملازم عامر محمد لاستخدامها في إنشاء حسابات وهمية على موقعي «تويتر» و«انستغرام».

من أشهر المواقع الوهمية التي أشرف عليها جهاز أمن الدولة القطرية، موقع بوعسكور، الذي كان ينشر إشاعات وأكاذيب وهمية عن الإمارات باستخدام كلمات وألفاظ أثارت استغراب الجميع بسبب بذائتها.

يقول الحمادي «الإدارة الرقمية هي من قامت بإنشاء حساب بوعسكور، وقناص الشمال، والحسابات الأخرى التي تسيء إلى دولة الإمارات واستخدامها للإساءة لرموز الإمارات، الشيخ زايد، والشيخ خليفة بن زايد، والشيخ محمد بن زايد، والشيخ عبدالله بن زايد، بالإضافة إلى الفريق ضاحي خلفان، وصار الهجوم من خلال الصور المسيئة، وأعتقد أن الكروت السعودية تم استخدامها للإساءة للسعودية».

وبعد إلقاء القبض عليه تمت إدانة الملازم حمد من قبل محكمة أمن الدولة الإماراتية عام 2015، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 10 سنوات، وأصدرت المحكمة غيابياً بالسجن المؤبد على أربعة آخرين، من منسوبي جهاز أمن الدولة القطري المقدم جاسم محمد عبدالله مساعد رئيس أمن الدولة القطري، والنقيب حمد خميس الكبيسي، وراشد عبدالله المري، عامر محمد، ورغم ذلك أصدر رئيس دولة الإمارات قراراً بالعفو عن الملازم حمد الحمادي.