متعب
متعب
-A +A
متعب هلال العتيبي*
لم يعد إلحاق الضرر بالأشخاص أو الكيانات أو حتى الدول يتطلب تدخلا وفعلا ماديا مباشرا، ففي الفضاء الرقمي بالشبكة العنكبوتية، التي نتعامل معها بشكل يومي، لم يعد الإرهابيون في حاجة لحمل أسلحة أو متفجرات فقط يحتاجون إلى جهاز كمبيوتر وبرامج خبيثة والولوج إلى شبكة الإنترنت. لقد أصبحنا أمام الإرهاب السيبروني، أصبحت المؤسسات المالية والخدمية هدفها لهم وكذلك جميع مؤسسات وكيانات الدولة التي تتعامل وتستخدم شبكة الإنترنت، وعما قريب ستكون حركة النقل الجوي هدفا لهؤلاء الإرهابيين ومن يدعمهم من الأشخاص والجماعات والدول الداعمة للإرهاب، وما الهجمات الإلكترونية المتكررة على المواقع الحكومية إلا البداية لما هو أخطر، لا ننسى كيف استخدم داعش فضاء الإنترنت للإيقاع بالسذج والتدليس عليهم وغسل عقولهم وتوجيههم خناجر مسمومة في المجتمع، ولا ننسى أن الدولة الراعية للإرهاب في المنطقة ألا وهي إيران وأعوانها سخرت جل ما تستطيع من إمكانيات لدعم الإرهاب السيبروني ضدنا، فكثير من الحسابات الوهمية على تويتر والفيسبوك مصدرها إيران، كذلك الكثير من الهجمات الإلكترونية أتت من إيران سخروا لهذه المهمة الخبراء، ولابد لاتقاء هذا الخطر الداهم والشر المستطير من أمرين، الأمر الأول تعديل نظام جرائم الإرهاب وتمويله ونظام مكافحة جرائم المعلوماتية بما يتوافق مع التطور الخطير في استخدام سلاح السيبرون في القيام بالأعمال الإرهابية ودعمها، أما الأمر الثاني فهو إنشاء جيش سيبروني سعودي نسخر له الخبراء الوطنيين ليتصدى لأي هجمة سيبرونية وردها.

* مستشار قانوني