-A +A
عزيزة المانع
العيد عليكم مبارك، وتقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم. وعمر قلوبكم بالسعادة والرضا.

وتهنئة خاصة بالعيد لجنودنا الأشاوس المرابطين على الحدود، بارك الله لهم في عيدهم وأمدهم بنصر عاجل يضاعف لهم فرحة العيد أضعافا.


هؤلاء الرجال الأبطال، الذين تركوا أهلهم وأسرهم وبيوتهم ونهضوا يلبون نداء الوطن الغالي ليحرسوه بشجاعة ويردوا عنه شر الأشرار، بفضل تضحيتهم هذه، بتنا نحن ننعم بالأمن والسلام، فلهم منا كل الشكر والإجلال والتقدير.

جزى الله إخواننا المرابطين على الحدود عن الوطن وأهله، خير الجزاء وأعظم لهم الأجر والمثوية، وردهم إلى أهلهم سالمين غانمين، بواسع فضله ورحمته.

يوم العيد وإن كان اسمه مشتقا من الاعتياد والمعاودة عاما بعد عام، إلا أنه يحمل في ثناياه مفهوم الفرح والسرور، خصوصا للصغار، فهو عندهم مرح ولهو وعيديات وحلوى وملابس جميلة وألعاب وتنزه. كما أنه لدى بعض الكبار يعني سلاما ومحبة وصلة رحم وتقوية روابط بالأقارب والجيران والأصدقاء، وقد يعني لدى بعضهم الآخر، يوم راحة وفراغ واسترخاء، لكنه عند أولئك الجنود المرابطين لا يعني سوى أن يكون يوما كغيره من باقي الأيام، فلا سلام ولا تبادل زيارات ولا ولائم وتجمعات.

نسأل الله في هذا العيد، أن يبارك للجنود المرابطين في جهدهم، وأن يمدهم بتأييد من عنده، وأن يعجل لهم بالنصر على عدوهم، وأن يعم السلام والأمن على أمة المسلمين في كل أنحاء الأرض.

وجدت للشاعر إيليا أبو ماضي أبياتا، قالها قبل أكثر من 70 عاما، يصف فيها وجوه الناس المكتئبة يوم العيد، فشعرت كأنه يتحدث عن حال الناس في أيامنا هذه ولا فرق، يقول:

أقبل العيد، ولكن ليس في الناس المسرة

لا أرى إلا وجـوهـا كـالحــات مكفهــرة

ليس للقوم حديث غير شكـوى مستمـرة

قد تساوى عندهم لليأس، نفع ومضــرة

لا تسل ماذا عـراهم، كلهم يجهـل أمره

حــائر كالطائـر الخائف قد ضيع وكــره

فوقه البازي، والأشراك في نجد وحفرة

فهو إن حط إلى الغبراء شك السهم صدره

وإذا ما طار لاقى قشعم الجـو وصقـره

كلهم يبكي على الأمس ويخشى شر بكـرة.

يبدو أن الاكتئاب والعبوس والتشاؤم من الغد، ظل مرافقا لأبناء العالم العربي مصاحبا لهم جيلا بعد جيل، فلا حول ولا قوة إلا بالله.