-A +A
عبدالله صادق دحلان
من الصعب أن ينتهي شهر رمضان المبارك ويأتي عيد الفطر وننشغل بالتهنئة وبفرح قدومه أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير والبركة.

ويعود المعتمرون إلى بلادهم أو إلى مناطقهم ومدنهم وقراهم إذا كانوا من داخل المملكة بعد أداء العمرة وصيام وقيام شهر رمضان أو جزء منه في مكة المكرمة أو المدينة المنورة بيسر وسهولة وأمن وأمان، ولا نتوقف عند حجم وضخامة الاستعدادات الجبارة التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية منذ بداية شهر رمضان حتى نهايته بل حتى نهاية شهر ذي الحجة، وهي جهود لا يمكن حصرها ولكنني سأستعرض في يوم عيدنا المبارك بعضا منها؛ ابتداء من استقبال وخدمة حوالي مليون مصلٍ يوميا في العشر الأواخر في الحرم الشريف بمكة المكرمة في أجواء صيفية تصل إلى أكثر من 40 درجة مئوية؛ منهم حوالي مليون معتمر من خارج المملكة، علما أن وزارة الحج والعمرة أصدرت ستة ملايين تأشيرة عمرة منذ شهر محرم إلى شهر شعبان، وسخرت إمارة مكة المكرمة بإشراف أميرها المتميز خالد الفيصل شخصيا جميع الإمكانات البشرية واللوجستية وعلى رأسها الأمنية لضمان أمن وحماية المعتمرين والزائرين لبيت الله الحرام.


وتتابع على مدار الساعات الأربع والعشرين الرئاسة العامة للحرمين الخدمات الفنية والإدارية المختصة بتشغيل وصيانة الحرم المكي وجميع الأجهزة والأنظمة الفنية من إنارة وتكييف وتهوية وتنظيم أداء الصلوات وتوزيع الأئمة والمؤذنين والإرشاد الديني والعلمي داخل الحرم الشريف وتسيير إدارة الحرم وكأنها إدارة إلكترونية من حيث الانضباط والجودة فشكرا لرئيسها والقائمين عليها.

ونتيجة لزيادة الطاقة الاستيعابية للطواف في الحرم فقد استوعبت الزيادة حوالي 107 آلاف طائف في الساعة الواحدة.

ويعمل حوالي ألف متطوع ومتطوعة من الهلال الأحمر السعودي بساحات الحرم، وتساندهم حوالي 27 فرقة إسعافية مساندة، وتم تجهيز 25 مركزا مؤقتا للهلال الأحمر تحسبا لأي حالات طارئة، وجهزت حوالي 7493 سريرا في مستشفيات مكة وجدة والطائف لاستقبال الحالات الحرجة للمعتمرين، وخصصت حوالي عشرة آلاف عربة مجانية و300 عربة كهربائية و500 عربة أجرة لخدمة المعتمرين في الطواف والسعي، بالإضافة الى السيارات الكهربائية لنقل ذوي الاحتياجات الخاصة من المعتمرين والمصلين بين الساحات حول الحرم، وتم تأمين أكثر من 30 ألف سجادة صلاة داخل وخارج الحرم، وخصصت حوالي ألفي عامل وعاملة لنظافة المسجد الحرام وساحاته، وتم وضع ما يزيد على 1500 حاوية للنفايات و16 سيارة ضاغطة لنقل النفايات خارج الحرم، وتم تشغيل حوالي 4500 دورة مياه للرجال والنساء في ساحات الحرم المكي الشريف.

وتم تأمين حوالي 1.2 مليون عبوة ماء (زمزم) وتوفير 11 ألف عامل نظافة لمكة المكرمة وعشرة آلاف موظف لخدمة المصلين والمعتمرين والزوار، وتم تأمين جاهزية 15 ألف طبيب وطبيبة وممارس صحي وموظف لتقديم الخدمات الطبية و85 مركزا صحيا لتقديم الإسعافات الأولية، وتخصيص 96 سيارة إسعاف مجهزة، ويقدم الإفطار لحوالي مليون شخص يوميا وتزال المخلفات خلال دقائق، وسخرت الدولة عشرات الآلاف من أفراد الأمن والسلامة والمرور والحرس الوطني والجيش والدفاع المدني والجوازات وغيرهم من الأجهزة الأمنية.

إنجاز عظيم لقيادة المملكة -ولا يمكن حصره في مقالة- وكل ذلك لخدمة المسلمين في شهر رمضان وذي الحجة وبقية شهور العام. وددت فقط أن ألقي إضاءة على حجم الجهود التي بذلت في شهر رمضان الذي ودعناه البارحة، ونتوقع أن نرى في الأعوام القريبة القادمة إنجازات أكبر وعلى رأسها تطوير المشاعر المقدسة وتطوير النقل العام بمكة المكرمة وجدة، وتطوير مسار عين زبيدة وإعادة تأهيل وادي عرفة والمتحف الإسلامي والمركز الثقافي، وتطوير مركز الخدمات بالشميسي وتطوير العشوائيات ومداخل مكة المكرمة والمنتزه الوطني ومركز المعارض ومجمع الإدارات الحكومية والمركز الحضري لجبل ثور وجبل النور ومشروع بوابة مكة المكرمة..

مشاريع عملاقة أتمنى أن نراها على أرض الواقع وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي أعلن أن المملكة لن تبخل على تطوير الحرمين وخدمة المسلمين، وبعزيمة وفكر ومتابعة الأمير خالد الفيصل أجزم بإذن الله سنرى هذه المشاريع في القريب العاجل، لقد تحقق الكثير في تطوير الحرمين ورأينا هذا العام بعض الإنجازات العظيمة التي تسجل للعهد السعودي منذ بداية حكمه حتى اليوم وهذا هو الإنجاز الذي سيسجله لهم التاريخ الإسلامي.

* كاتب اقتصادي سعودي