-A +A
حمود أبو طالب
وما زال الإرهاب البشع يحاول إثبات وجوده رغم كل الحصار الحازم الذي يحيط به في وطننا والضربات الاستباقية الناجحة التي قصمت ظهره وحجمته وجعلته يتوارى في السراديب المظلمة منتظراً لحظة غفلة لن تحدث بعد أن تحددت شبكاته ومصادره والتنظيمات الإجرامية التي تتبناه والأساليب التي يتبعها، لكن الأكثر بشاعة أن يصل الجنون إلى استهداف أقدس مقدسات المسلمين، كما حدث مؤخرا عندما أُحبطت عملية تستهدف الحرم الشريف وقبلها العملية التي استهدفت الحرم النبوي العام الماضي.

إن قرار استهداف الحرم في أواخر رمضان وهو يمتلئ بالمعتمرين والزوار من كل أنحاء العالم الإسلامي لا يمكن أن تتخذه عصابة جاهلة من المنفذين الذين تم تغييب عقولهم وطمس كل المشاعر الإنسانية فيهم. مثل هذا القرار الخطير لا تتخذه وتجهز له سوى جهة تريد تحقيق هدف مهم هو وضع المملكة في مأزق كونها راعية الحرمين الشريفين والمسؤولة عن حماية كل الذين يرتادونه، حتى لو كان الثمن اقتراف أبشع جريمة يمكن أن تخطر على البال. هذه المحاولات التي بلغ فيها التمادي أقصاه تريد توظيف المقدس لنزع ثقة المسلمين في قدرة المملكة على حماية الحرمين، وهو هدف استراتيجي تسعى إليه جهات أصبحت معروفة للمملكة، لكن كل محاولاتها باءت بالفشل بتوفيق الله ثم بيقظة وحزم الأجهزة الأمنية. وعندما يهب العالم الإسلامي لاستنكار هذه المحاولة الدنيئة التي استهدفت الحرم فإن هذا لا يكفي أبدا.


إن على كل دول العالم الإسلامي بل العالم بأجمعه أن يعرف خطورة مثل هذا التوظيف للإرهاب، وأن المملكة عندما تحذر من مغبة التساهل والتراخي أو الإحجام عن الوقوف بحزم في مواجهته فإن النار لن ينجو منها أحد. أما الجهات التي تستهدف المملكة بمثل هذه الأعمال الشنيعة فنقول لها لن تنالوا بإذن الله منها ولا من المقدسات التي يحميها الله وتحميها بتوفيقه دولة سخرت كل إمكاناتها لخدمة المسلمين والإنسانية جمعاء.