-A +A
سلطان العيسى lo0ove.ksa1234@gmail.com
أصبحت قطر وطنا بلا نكهة، يستوطنه مجموعة من اللصوص و«المنفعجية»، ولم يكن ذلك وليد الصدفة، بل أتى بفعل غياب السياسات الواضحة في ذهنية حمد وابنه تميم، اللذين تناوبا على حكم دولة قطر لأكثر من اثنين وعشرين عاما، أي منذ انقلاب حمد على أبيه وانتزاع السلطة منه بالقوة، في واقعة استنكرها أبناء قطر قبل غيرهم وقتها، منذ تلك اللحظة التاريخية تم تفريغ قطر بالتدريج من عمقها الخليجي العربي، وإحلال أيديولوجيات دخيلة ذات ميول (عدائية – إقصائية – توسعية) ومن ثم تمكينها من مفاصل الدولة وعقليتها السياسية، هذه الأيديولوجية الدخيلة أغرقت قطر في متاعب جمّة، فبدل أن تعمل الحكومة القطرية من أجل قطر؛ تم تأجير الأراضي الوطنية لحفنة من الإرهابيين الحاقدين؛ لهدم أوطان الآخرين.

لا يوجد تفسير لهذه الحالة السياسية لحمد وابنه تميم، إلا أن صاحبيها يعانيان من عقدة النقص، أو لديهما حساسية مفرطة تجاه نجاحات الآخرين، أحد المفكرين يقول تعليقا على هذه النقطة: «ما تفعله قطر لا يمكن تسميته بأي حال من الأحوال بسياسة، بل هو «لعب عيال».


إن المرض النفسي الذي يعانيه حمد وابنه تميم، يجعلهما يتخذان قرارات مصيرية خاطئة بشكل متكرر، لهذا نشاهدهم في هذا الظرف التاريخي الحساس، يضعون الشعب القطري ومقدرات قطر ككل تحت المقصلة، من أجل الدفاع عن حفنة من الإرهابيين الفارين من العدالة، بتوفيرهم ملاذا آمنا، ومنصات إعلامية وسياسية وعسكرية لتلك العصابة، بل اتخذت الحكومة القطرية قرارها قبل أيام قليلة بصرف المزيد من الأموال لاستئجار شركات أجنبية، لمحاولة إنجاح قراراتهم الخاطئة، وإضافة الشرعية عليها، بدلًا من تصحيح المسار، ومساعدة أشقائهم في دول الخليج المحيطة بهم للنهوض بالمنطقة وتنظيفها من حفنة الإرهابيين الذين يحاولون زعزعة أمنها واستقرارها.

استمرار «البربسة السياسية» إن صح التعبير للحكومة القطرية، يضعف موقفها المتهالك في الأصل، بل ويعجل في سقوطها، بفعل داخلي، وليس خارجيا كما يظن البعض، لم يكن هذا فقط رأيي الشخصي، بل رأي أغلب المحللين السياسيين المحايدين المهتمين بالشأن الخليجي.