حمام الحمى آمن مطمئن في رحاب البيت الحرام.
حمام الحمى آمن مطمئن في رحاب البيت الحرام.
-A +A
أنس اليوسف (جدة) 20_anas@
أعاد المشهد الدامي الذي فجر فيه أحد الإرهابيين نفسه في مدينة مكة المكرمة على بعد أمتار من بيت الله الحرام، إلى الأذهان عمليات إرهابية عدة في هذا الشهر الفضيل، إذ لا يمكن تصديق انتماء هؤلاء للإسلام بأي حال، فلم تعد أيادي الإرهابيين الملوثة بالدماء البريئة تعي حرمة الزمان والمكان ولا الفرق بين رمضان وغيره من الشهور.

ورغم أن رمضان الشهر المبارك الذي أنزل فيه القرآن تزدان فيه الشعائر الدينية ويرتقي الإنسان بعلاقته مع ربه إلى درجات عليا، إلا أن الإرهابيين تخلوا عن معنى الحياة الحقيقي، وأصر الخونة على محاولة تعكير صفو الساعات المعدودات التي تفصل المسلمين عن أيام عيد الفرح والسرور، وحاولوا بث الرعب في نفوس المؤمنين الصادقين.


صيام وقيام ابتهال واستغفار، تضرع ومقربة من الباري عز وجل، وثلة من الخارجين عن الحياة يقضون الساعات المباركة في هذا الشهر الفضيل في التخطيط والتدبير لقتل المسلمين.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي ينتهك فيها الإرهابيون الخونة شعائر هذا الشهر الفضيل، فأعادت حادثة «أجياد»، صور العام الماضي عندما أقدم إرهابي يوم 29 رمضان، على تفجير نفسه على بعد خطوات من الحرم النبوي في المدينة المنورة، وقت أذان صلاة المغرب في موقف سيارات تابع لمركز قوات الطوارئ، والذي جاء بعد يوم -منتصف ليل يوم الأحد في 28 رمضان - من تفجير انتحاري نفسه بحزام ناسف داخل مواقف مستشفى الدكتور سليمان فقيه بجدة. في تاريخ 14 رمضان 1424هـ قامت جماعة من الإرهابيين المنتمين لتنظيم القاعدة بتفجير ضخم لمجمع المحيا السكني الذي يقطنه العديد من الجاليات العربية والأمريكية، ونتج عنه مقتل 18 شخصا وإصابة 120 آخرين، في أحد أسوأ الأيام في تاريخ مواجهة السعودية الدامية للإرهاب.

وشهد السادس من رمضان عام 1430هـ، محاولة يائسة لاغتيال الأمير محمد بن نايف، عندما قام الهالك عبدالله العسيري بتفجير نفسه أمام الأمير عندما ادعى رغبته في تسليم نفسه للسلطات الأمنية وللأمير شخصيا.

وفي السادس من رمضان من عام 1435هـ، تبنى تنظيم القاعدة هجوما إرهابيا على منفذ الوديعة على الحدود السعودية اليمنية، وسط إطلاق نار متبادل بين حرس الحدود وعدد من الإرهابيين، وعندما تمكنت قوات حرس الحدود من محاصرتهم والاقتراب منهم، فجر الهالكون أنفسهم بأحزمة ناسفة نتج عنها وفاة خمسة من رجال حرس الحدود وثلاثة من الإرهابيين.

وفي ساعات الصباح الأولى من يوم 27 رمضان من العام نفسه، والمسلمون يتضرعون في المساجد، أقدم داعشي على قتل أبيه عقابا له على إبلاغ الجهات الأمنية عنه، إذ أثناء قدوم السلطات لإلقاء القبض على الإرهابي محمد الغامدي، قام بإطلاق النار بواسطة رشاش يحمله بكثافة وعشوائية ليقتل والده ويصيب رجلي أمن كانا في موقع الحادثة.

ولم ينس السعوديون إحدى أبشع الجرائم التي تبناها تنظيم داعش، حين أقدم توأم في يوم الـ19 من رمضان على قتل أمهما وتسديد طعنات عدة لوالدهما وشقيقهما الأصغر في مدينة الرياض، وتمكنت السلطات الأمنية من إلقاء القبض عليهما في مدينة الخرج أثناء هروبهما.