آلاف المصلين أدوا صلاة ختم القرآن في أمن وأمان. (عكاظ)
آلاف المصلين أدوا صلاة ختم القرآن في أمن وأمان. (عكاظ)
-A +A
أنس اليوسف (جدة) 20_anas@
احتشدت الأسئلة الحزينة والموجعة أمس الأول (الجمعة) حول استهداف يد الإرهاب الأسود لأطهر بقاع الأرض، على بعد مئات الأمتار من الكعبة الشريفة، إذ فوجئ المسلمون بنبأ الانتحاريين، يستهدفون المسجد الحرام، فلا دين يعصمهم ولا أخلاق تردعهم عن استباحة دماء الناس، عقب عزمهم القيام بجريمة غير مسبوقة.

الانتحاري الذي أراد استهداف ليلة الختمة، مستغلا انشغال المؤمنين بتهجد العشر الأواخر، وصمّ أذنيه عن تكبيرات الفجر، وأغلق عينيه عن تباشير العيد، فضح الله تعالى فكرته، وكشف خداع من دربوه ثم لفوا جسده بحزام ناسف، إذ لم يبق في نفوس الإرهابيين شيء من الشعارات الكاذبة حول دفاعهم عن الإسلام.


وانتحاري «أجياد» الذي لم يجد سوى العشر الأواخر لتنفيذ عمليته، وفي ليال فضيلة، ومع لحظات التهجد وتباهيل العيد وضع التنظيمات الإرهابية بكافة مسمياتها وأشكالها في موقف بائس، فارتدت أحزمتها الناسفة إلى صدرها.

المسلمون ساقهم إيمانهم لقضاء أيام رمضان الأخيرة في رحاب الحرم المكي، فتوافدوا في طريقهم لقضاء آخر ساعات من الشهر الفضيل في البقعة الأطهر، فيما الإرهابي أراد تحويل عيدهم إلى مآتم وأحزان، إلا أن المواجهة الأمنية الحاسمة والاستباقة السريعة واليقظة النابهة أعادت الخطر إلى مكمنه فانتحر الإرهابي. وكان المشهد أكثر تعبيرا عندما أظهرت شاشات قناة القرآن الكريم، ملايين المصلين يؤدون آخر صلاة جمعة في رمضان، مستمرين في مناسكهم المعتادة، دون أي شعور بالرعب والهلع، رغم ضخامة الموقف، حين واصل رجال الأمن، بإقدام وبسالة رسالتهم السامية، في ضبط الأمن بعد التفجير مباشرة، في تأكيد جديد على أن السعودية ماضية في نهجها لخدمة المسلمين مهما كلفها ذلك من تضحيات.