-A +A
سلطان بن بندر (جدة) SultanBinBandar@
يعقف رأس التعجب استفهاماً، يملك الجواب على أسئلته حول ما الذي يحدث في بلاده، يطرح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان السؤال، لا يرغب في معرفة جوابه المعروف لديه مسبقاً، ولكن ليشحن الهمم للنهوض بوطنه وللتحفيز على عمل رؤيته.

مثل أي مواطن سعودي يحمل هم بلاده، تساءل الأمير محمد بن سلمان في عدد من لقاءاته التلفزيونية متعجباً عن العديد من الثروات الوطنية غير المستغلة، والتي من الإمكان أن تعود على السعودية بالنفع تارة، وتارة أخرى باستفهامات سياسية يعرف تعليل الجواب فيها.


ولا ينسى السعوديون تساؤل أميرهم الأشهر «هل هذا يجوز؟» الذي جاء في سياق حديثه عن الدعم المقدم من الحكومة السعودية لمواطنيها والذي يذهب نحو 70 % من ريعه للأثرياء بينما يستفيد منه نحو %30 من أبناء الطبقتين المتوسطة ودون المتوسطة.

ولم يكن استفهام الأمير الشاب حول الدعم المقدم للمواطنين واستحقاقه لبعض الطبقات من عدمه هو الوحيد العالق في أذهان السعوديين، إذ يتذكر السعوديون جيداً استفهامه السياسي عن كيفية بناء علاقة مع إيران، الذي رد فيه على تساؤل عن إمكانية الحوار المباشر مع إيران في المستقبل، ليأتي استفهام الأمير محمد بن سلمان في سياق حديثه بـ«كيف تتفاهم مع واحد أو نظام لديه قناعة راسخة بأن نظامه قائم على أيديولوجية متطرفة منصوص عليها في دستوره ومنصوص عليها في وصية الخميني، بأنه يجب أن يسيطر على مسلمي العالم الإسلامي، ونشر المذهب الجعفري الاثني عشري الخاص بهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي حتى يظهر المهدي المنتظر، كيف أقنعه؟ وما المصالح التي بيني وبينه؟، وكيف أتفاهم معه؟».

عقف رأس التعجب استفهاماً في أحاديث ولي العهد السعودي قد يأتي في أحيان كثيرة من منطلق قوة ومتانة ثروات بلاده، كإجابته على تساؤل سبب تحديد 5 % من حصة أرامكو للبيع، ليتساءل في سياق حديثه عن إمكانية تحمل السوق لقيمة أرامكو بـ«إذا بتطرح % 1 من أرامكو، 1 % فقط راح يكون أكبر اكتتاب في تاريخ الكرة الأرضيّة، فالسوق العالمي هل راح يتحمل أو ما يتحمل 5% من طرح أرامكوا؟».

تشعب استفهامات محمد بن سلمان التعجبية والتي تنم عن مدى اطلاع ولي العهد بملفات بلاده، وإمعان النظر في الكثير من الفرص غير المستغلة، والتي لفت النظر إليها تساؤله عن عدم وجود متحف إسلامي في السعودية بقوله «معقول تكون قبلة المسلمين، وأهم بلد إسلامي وما عندك متحف إسلامي في المملكة العربية السعودية! هل هذا يعقل؟»، في دلالة على أن تساؤلات الأمير الشاب التعجبية تنم عن قراءة متمعنة في ملفات بلاده، واطلاع شامل على الثروات غير المستغلة فيها، وإلمام شامل بالسياسة الخارجية له، والتي تقول في فحواها إن السعودية هي الشغل الشاغل لمحمد بن سلمان.