-A +A
خالد السليمان
معظم الشروط التي عرضتها الدول الخليجية الثلاث على شقيقتها قطر هي حلول جذرية تهدف لاقتلاع كل أسباب الخلاف من جذورها، وهي لا تمس السيادة القطرية بقدر ما تعالج 20 عاما من المس بسيادة وأمن ومصالح جيرانها الغاضبين!

إغلاق قناة الجزيرة يبدو طلبا منطقيا رغم معارضتي مبدئيا بالمساس بوسائل الإعلام وأدوات التعبير عن الرأي، لكن السؤال هل الجزيرة وسيلة إعلامية أم أداة هدم تتخذ من الإعلام واجهة لنشاطها، واقعيا هي أداة هدم ساهمت في تأجيج الشارع العربي وخدمت أجندة ومشروع الفوضى الخلاقة التي تكشفت ملامحه خلال أحداث الربيع العربي وعصفت بأمن واستقرار المنطقة حتى أصبحت بركانا منفجرا هدد هويتها العربية وعرضها للغزو الإيراني الذي تغلغل في أعماقها !


الخليج يريد قطر جزءا منه وهي بشعبها وتاريخها كانت وما زالت وستبقى جزءا منه، لكن سياسة القيادة القطرية الحالية خلال الـ 20 عاما الماضية تأخذ القطريين بعيدا عن الخليج وتعزله عن محيطه الطبيعي، وهذا أمر لا يخص القطريين وحدهم، فهو متعلق بأمن واستقرار الإقليم الخليجي ككل، فالخليجيون أشبه بركاب السفينة التي أراد أحدهم أن يحدث ثقبا في المكان الذي يخصه دون أن يعي أن الثقب يغرق السفينة بكل من فيها!

وبالتالي فإن إصرار الدول الثلاث على وضع حلول جذرية وحسم حالة الضبابية بات ملحا، فهذه الدول لم تعد تحتمل أن تكون قطر ثغرة في حصنها في ظل التحديات التي تعصف بالمنطقة، فإما أن تكون قطر داخل السور أو خارجه !