-A +A
عبده خال
من قرأ بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وتنديده بالإرهاب لا بد وأن يتعثر بجمل لا تتسق مع عالمية الاتحاد، ولا مع مكانة بعض المنتمين لهذا الاتحاد، ولا مع اتساق دين بلا مذهبية كما تشير أهداف التأسيس.

والبيان المقصود هنا هو إدانة الاتحاد لتفجيرات مكة الأخيرة، إذ تلاحمت المذهبية مع المفاهيم السياسية مع انتقائية الكلمات والمواقف، وإسقاط معلومات وجذب القارئ لاتجاهات تاريخية بعيدة عن الواقع الراهن، مع إهمال المتسبب في إرباك العالم الإسلامي في ثورات تزعمها تيار جماعة الإخوان المسلمين.. البيان جاء كاشفا عن وجهه منذ البدء:


«إن خوارج هذا الزمن متهمون بتدمير مدن السنّة وإجهاض الثورات العربية وتفجير الحرم المكي ومناطق أخرى قريبة، ونتج عنها إصابة 6 مقيمين إلى جانب إصابات لحقت بـ5،...»، قافزا عن المصابين من رجال الأمن السعودي.

ها هو البيان ومن يمتلك جزءا يسيرا من صحة الإدراك سوف يستنتج المغالطات والارتباك في ذلك البيان، فخوارج الزمن تم إطلاق هذا المصطلح على الدواعش، بينما من أقام وزلزل كيان الدول العربية هم الإخوان المسلمين بثورات هم من تزعمها وتلقي التمويل لتنفيذها، ولأن رئيس الاتحاد (الدكتور يوسف القرضاوي الإخواني) جاءت مفردة (الخوارج) لإسدال الغطاء عما فعلته جماعته، واستكمال فقرة البيان بأن خوارج الزمان متهمون بتدمير مدن السنة، فالجملة نقلة زمانية ومكانية ومذهبية لإخفاء أعمال الإخوان وإلصاق كل تدمير المدن الإسلامية بداعش الإرهابية، بينما حقيقة الأمر أن من فعل كل ذلك الدمار هم الإخوان.. أما جملة (إجهاض الثورات العربية) فهي سافرة تفضح النية المستترة للاتحاد الإخواني (وإن كان يدعي جمع كل أطياف المسلمين) فمن أجهض الثورات العربية (وتحديدا في مصر) هم الشعوب عندما أفاقوا على تدمير بلدانهم بأيدي الإخوان.

دعونا من البيان ولنلتفت إلى علماء الاتحاد (والخطاب هنا لجميع المنتمين لهذا الاتحاد)..

كيف يمكن لعالم مسلم الانتماء لاتحاد أظهرت الوقائع أنه أسس على إضرار المسلمين (مثله مثل مسجد ضرار) وتفريق المؤمنين وتمزيق بلدانهم من خلال ثورات تم فيها استغلال مظلومية الشعوب لكي يأتي الإخوان بمظالم أكثر استبدادية وظلامية..

والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تأسس في 2004 ومقره قطر، نصت أهدافه على أنه اتحاد إسلامي عالمي شعبوي مستقل علمي دعوي، كانت تلك الأهداف قبل انفضاح أمر الإخوان، أما الآن وقد اتضحت أفعال الإخوان وإضرارهم بالأمة العربية والإسلامية يصبح أي منتم لهذا الاتحاد مؤيدا على تفريق الأمة وعاملا على تفتيتها من منطلقات واقع الثورات.

آخر السطر:

هو اتحاد أشبه بمسجد ضرار أسس على تفريق المؤمنين فكيف لعالم الانتماء لمثل هذا الاتحاد.. طوبى لكل عالم نبذ عن نفسه الارتماء في أحضان اتحاد سعى لتفتيت الوحدة الإسلامية من خلال إظهار ما لا يبطن.