-A +A
مع إشراقات أيام العيد وانقضاء ليالي رمضان المبارك بعبقها الإيماني، لا بد أن نستذكر تلك الجهود الجبارة التي بذلت من كل الجهات الحكومية في سبيل تيسير وتسهيل أداء ملايين المسلمين لشعائر العمرة والزيارة في الشهر الكريم.

ويأتي في مقدمة تلك الجهات -إضافة إلى وزارة الحج والعمرة- الأجهزة الأمنية بكل قطاعاتها، التي تفانت وبذلت قصارى ما تستطيع أداءه خدمة لمرتادي المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، اللذين غشيتهما كل معاني السكينة والطمأنينة، وعمهما الأمن والسلام في كل جوانبهما خلال أيام وليالي شهر رمضان المبارك.


ولم يكن ما شهده الجميع من تسابق كافة القطاعات في خدمة المعتمرين وتسهيل أمورهم وتيسير أدائهم مناسكهم وعباداتهم إلا جزءا يسيرا مما يجري بصمت خلف الكواليس دون أن يُرى بشكل مباشر، وذلك في مكاتب الوزارات وغرف التحكم الموجودة بكثافة، التي استطاعت بتكاتف الجهود أن تفوت على المخربين إفساد روحانية تلك الأيام العطرة، فمر رمضان على البيت الحرام ومسجد الرسول زاخرا بالمحتوى الروحاني مضمخا بعطور النقاء، دون أن يعكر صفوه شيء، في ظل تنبه وفطنة رجال الأمن البواسل.

وليس الحادث الإجرامي الذي تم إحباطه في مهده أواخر رمضان إلا دليلا واضحا على يقظة العيون الساهرة التي لا يغمض لها جفن حرصا على أمن المعتمرين والزوار والركع السجود.

أدام الله على بلادنا أمنها وأمانها، وأبقاها مكللة بتاج العزة والمنعة، لتظل منارة يُهتدى بها.