-A +A
صالح الفهيد
لقد نجح الإعلام السعودي خلال الأيام القليلة الماضية، وتحديدا منذ بدء الأزمة القطرية في أداء رسالته الوطنية الصادقة، والدفاع عن الموقف العادل لبلادنا من هذه الأزمة التي فرضتها على بلادنا السلطات القطرية إثر تماديها في ممارساتها العدائية «المزمنة» تجاهنا وتجاه جيرانها من الدول الخليجية، بل وحتى الدول العربية التي ذاقت الويلات بسبب التآمر القطري عليها.

واستطاع الإعلام السعودي بكل مكوناته، مدعوما من كتاب وسائل التواصل الاجتماعي في التفوق على الآلة الإعلامية القطرية الضخمة بقيادة قناة الجزيرة، وجاء هذا التفوق أولا بفضل عدالة الموقف السعودي المستند على حجج وحقائق قوية وواضحة، ثم بفضل المهنية العالية التي تم التعاطي بها مع الأزمة القطرية، حيث اتسم الأداء المهني للإعلام السعودي بالرصانة والموضوعية والاعتماد على المعلومات الصحيحة والموثقة والرأي المتوازن والواقعي، إلى حد أن الإعلام القطري وقف عاجزا حتى عن النفي أو التكذيب لكثير مما نشر ولو من باب إثارة الشكوك والغبار حولها.


لقد وجد الإعلام القطري نفسه، أمام سيل المعلومات الذي يتدفق يوميا من الإعلام السعودي، محاصرا وفي موقف دفاعي مرتبك، ورغم الخبرة المتراكمة للإعلام القطري «المستورد»، ورغم استعانته بكل أدواته من «المرتزقة» المستأجرين في داخل قطر وخارجها، ومنهم أصحاب خبرة وتجربة طويلة، إلا أنه كان الطرف الأضعف في المواجهة، وخسر معظم جولات المواجهة، ما اضطره للتضحية بما تبقى من مصداقية لذراعه الإعلامية القوية «قناة الجزيرة» التي زج بها في المواجهة لتصبح قناة رديفة لتلفزيون قطر، وهذه الخطوة بكل المقاييس تعد خسارة جسيمة إضافية دفعتها قطر مجبرة لمواجهة تفوق الإعلام السعودي، وهي حتما لم تكن تود ذلك.

الحقيقة أن أداء الإعلام السعودي كان مذهلا ومفاجئا للجميع، وخصوصا للقطريين الذين لم يتعودوا خوض مثل هذه المواجهات، إما بسبب تجنب الكثير من الدول معاملتهم بالمثل، أو بسبب سوء الأداء الإعلامي لبعض الدول التي دخلت في مواجهة مع قطر واعتمدت على الأكاذيب وكيل الشتائم واللغة الغوغائية.

ولطالما تعرض الإعلام السعودي لحملة تشويه من جهات محلية وخارجية اتضح أخيرا أن قطر تقف وراءها بهدف إضعاف هذا الإعلام وهز ثقة السعوديين به وتجريده من المصداقية، حتى يخلو الجو للإعلام القطري الذي تكال له المدائح من نفس المصادر التي تشوه الإعلام السعودي، كانت لعبة خطيرة وخبيثة اكتشفها مبكرا قلة قليلة من السعوديين، وأصبحت اليوم مكشوفة ومفضوحة للجميع.

كان القطريون ولعقدين من السنين يمارسون عبر قناة الجزيرة وقنوات ومواقع أخرى ممولة ومدعومة منهم حملة خبيثة ضد بلادنا، إما بشكل مباشر أو بدس السم في العسل كما يقال، ولطالما مررت الجزيرة عبر برامجها الكثير من الإساءات والأكاذيب والشتائم البذيئة تجاه بلادنا وقيادتنا، وكان هذا يقابل من هذه البلاد بالصبر والتسامح وسعة الصدر إلى أن فاض وطفح الكيل، ونفد الصبر، فجاء الرد السعودي غاضبا ومزلزلا.

وهذه السطور تحية صغيرة من صحافي فخور بالأداء الإعلامي لهذه الصحيفة في هذه الأزمة، مثلما أنا فخور بالأداء الإعلامي السعودي في هذه المواجهة.