-A +A
«عكاظ» (جدة) OKAZ_online@
قطعت دول مجلس التعاون الخليجي شوطاً كبيراً في محاصرة تمويل الجماعات الإرهابية وعلى رأسها ميليشيات حزب الله اللبناني، وأضحت قيادات الحزب الطائفي على قوائم الإرهاب في عدد من الدول الخليجية كالسعودية والبحرين والكويت، فيما يخشى خبراء أمنيون من استغلال الحزب الإرهابي القرار القطري الأخير الذي أعفي بموجبه اللبنانيون من تأشيرة الدخول المسبقة للإمارة الخليجية.

المخاوف الأمنية لخبراء خليجيين تستند إلى تاريخ نظام الدوحة الداعم لحزب الله منذ بداية العقد الـ21، إذ طوعت قطر وسائل إعلامها وقنواتها الدبلوماسية لمساندة حزب الله في أكثر من محطة، في وقت كان جيرانها الخليجيون يعانون كثيراً من هجمات ومؤامرات الحزب المدعوم إيرانياً.


ولا يخفي خبراء قلقهم المتزايد من استخدام الدوحة ورقة حزب الله في أزمتها مع جيرانها الخليجيين، خصوصاً بعد إعلان إيران الوقوف مع قطر ضد إجراءات الدول الأربع (السعودية، الإمارات، البحرين، مصر).

ولم ينس الخليجيون العلاقات المشبوهة بين النظام القطري وحزب الله الذي لا تزال السلطات الأمنية في عدد من دول الخليج تفكك خلاياه وتكشف مؤامراته على أراضيها، ففي صيف 2006، التقى مسؤولون قطريون بقيادات حزب الله في الضاحية الجنوبية، ليخرج الحزب أكثر ملاءة مالية وأكثر عدائية تجاه اللبنانيين، حتى أنه احتل بيروت في 2008، مستخدماً قوة السلاح ضد قرارات الحكومة اللبنانية. ورغم التباين الحاد بين الحزب الإرهابي وقطر في الملف السوري، إلا أن الدوحة لم تفقد صلاتها القوية مع الضاحية الجنوبية، وأضحت الدوحة خيار الطائفيين المفضل في الوساطات بينهم وبين جبهة النصرة الإرهابية.

وفي سبتمبر 2012، خرج رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم بتصريحات أدلى بها إلى صحيفة كويتية يؤكد فيها أن علاقتهم بحزب الله ليست «سيئة»، بيد أن بينهما اختلاف في وجهات النظر، في وقت بدأ حزب الله التجهيز للدخول إلى سورية عبر مدينة القصير، لينخرط بعهدها في حرب طائفية ومفتوحة ضد الشعب السوري وخياراته، بحجة حماية المقدسات.

ومع التسهيلات القطرية للبنانيين الذي يلعب حزب الله في بلادهم دوراً كبيراً، ترجع الأضواء لعلاقة الحزب مع الدوحة، فرغم الاختلاف إلا أن قطر أقرب البلدان الخليجية للحزب من بين جيرانها الذين يرون في «ميليشيات نصر الله» إرهابية تحيك المؤامرات لبلدانهم.