-A +A
فهيم الحامد (جدة)
FAlhamid@

من الواضح أن قطر لا تزال متعنتة وماضية في غيها ومصرة على مواقفها الرافضة للمطالب الشرعية التي قدمتها الدول الأربع (السعودية والبحرين والإمارات ومصر)، والتي تتضمن في بعض نقاطها إنهاء علاقة الدوحة بالتنظيمات الإرهابية، وقف تمويل المنظمات الإرهابية، إغلاق القاعدة العسكرية التركية، لكي تعود إلى الحضن الخليجي.


ومع قرب انتهاء المهلة الممنوحة لقطر غدا (الإثنين) من أجل الرد على هذه المطالب الـ13 الشرعية والتي سلمتها الكويت للدوحة قبل أيام، أكدت مصادر خليجية رفيعة المستوى لـ «عكاظ»، أنه في حالة عدم التزام قطر بالمطالب الـ 13، فإنه ينتظرها مزيد من العقوبات الاقتصادية، مع احتمال تجميد عضويتها في مجلس التعاون الخليجي، فضلا في عزلها عن محيطها العربي والإسلامي.

ويبدو جليا من تصريحات وزير الدفاع القطري خالد العطية، التي زعم فيها أن مقاطعة الدول العربية الأربع لقطر بمثابة «إعلان حرب دون دماء»، أنه يعيش خارج السرب ولا يعي ما يقول ولا يفرق بين الحرب والسلام، ولا يعرف لماذا اتخذت الدول الأربع قرار مقاطعة قطر التي أعلنت الحرب أصلا في العلن والخفاء على الدول الخليجية والعربية والإسلامية من خلال دعمها للتنظيمات الإرهابية وارتمائها في الحضن الإيراني الطائفي، فضلا عن سعيها الحثيث لنشر الفكر الإرهابي في المنطقة ودعم الميليشيات الطائفية.

العطية الذي زار أمس الأول أنقرة لطلب المزيد من الدعم العسكري البري لبلاده وتسريع وتيرة الانتهاء من القاعدة العسكرية التركية في الدوحة، نسي أو تناسى أن بلاده هي التي أوقدت نار الحرب الإرهابية والطائفية في المنطقة، وهي التي ساهمت في شق الصف الخليجي والعربي والإسلامي. العطية هرول باتجاه أنقرة طالبا من وزير دفاعها رفع عدد القوات التركية في قطر إلى 2000 جندي لحماية الأسرة الحاكمة القطرية، بعدما كانت القوات لا تتخطى حدود الـ 1000 جندي.

الكرة الآن في الملعب القطري، وعلى الدوحة الاختيار بين الحفاظ على الأمن القومي الخليجي والعربي والاسلامي، أو الاستمرار في تقويضه لصالح قوى إرهابية وطائفية تعمل على تدمير مقدرات الأمة الإسلامية، ومن ثم مواجهة المصير كدولة مارقة خارجة عن القانون الدولي.