-A +A
حسن النجراني (المدينة المنورة) hnjrani@
في إحدى الليالي الباردة في ديسمبر 2015م، وفي أحد شوارع مدينة لندن، تحلق مبتعثون وسائحون سعوديون وهم يقرؤون خبراً شاذاً عن السعودية في إحدى الصحف البريطانية التي أذاعت الخبر، لتتلقفها صحف أخرى ويتم التندر على المملكة وتصويرها بشكل «رجعي»، ما أثار العديد من الأسئلة بينهم في من يقف خلف تصدير هذه الأخبار وتشويه المملكة.

مثل هذه الأخبار كانت مثار استغراب بين المبتعثين وغيرهم، ويقول المتخصص في الدراسات الإعلامية وطالب الدكتوراه علي شافع إن حلقة التشويه تبدأ من خلال تتبع الأخبار التي تحفل بها وسائل التواصل الاجتماعي السعودي حول قضية ما، ثم يتم تضخيمها من خلال الهاشتاقات المعادية وترويجها وبثها للصحف الأجنبية لشيطنة المجتمع السعودي.


وأضاف شافع أنه ومنذ مقاطعة الدول الخليجية لقطر اختفى ترويج الهاشتاقات المسيئة، ولم تعد لدى الصحافة الأجنبية مصادر معينة لتبني عليها القصص وتشرح لها واقع المجتمع السعودي، وانكشفت أذرع قطر الإعلامية التي جمعت شذاذ الآفاق والتي عملت بمساعدتهم طويلاً على تهيئة العالم ودفعه نحو التعامل مع المملكة كدولة تجمع المتناقضات.

وفي عام 2016، نشطت الأذرع الإعلامية القطرية وشذاذها من خلال اختيار القضايا الشاذة وتضخيمها ودفعها عبر برنامج وسائل التواصل الاجتماعي الشهير «تويتر» نحو الترند، ودفع الناس للحديث حولها من خلال اليوزرات الوهمية ومن ثم صياغة تلك التقارير وبثها عبر مراسلين يعملون في الصحافة البريطانية.

ومصطلح «شذاذ الآفاق» يطلق على الغرباء الذين لا وطن لهم، فيعملون لمن يدفع لهم، وكان من أبرز ما نشره هؤلاء الشذاذ تجاه المملكة في عام 2016م عدداً من المواضيع، ومنها تقليص صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واختيار الأقوال التي تصف المملكة بأنه مجتمع «جنسي» وسيثورون ضد النساء في حال إلغاء الجهاز ونشرته أولا «بي.بي.سي»، ثم «الفايننشال تايمز» ثم «الإندبندنت» و«الديلي ميل» و«التايمز» البريطانية، ثم موضوع حول ما سيتعرض له النساء في حال قيادتهن للسيارة، وتولى كبر التشويه «الإندبندنت» و«الديلي ميل» و«التلغراف» البريطانية، ثم موضوع القزع، وكيف تضبط زوجتك، وقتل الشواذ وغيرها، من المواضيع التي استخدمتها قطر وأذرعتها الإعلامية لتشويه المملكة ومجتمعها.

ومع الأزمة التي تشهدها المنطقة، والتي تمخضت عن قيام المملكة والبحرين والإمارات ومصر بمقاطعة قطر، تحولت تلك المعرفات الوهمية بدلا من مواصلة التشويه المتعمد للمملكة ومجتمعها إلى الدفاع عن قطر والانشغال عن دفع القضايا الشاذة في «تويتر» نحو الصحافة الغربية، وانكشفت الأعمال الإجرامية التي كانت تقوم بها الدوحة وأذرعتها الإعلامية وشذاذ الآفاق لمحاولة شيطنة المملكة وتصدير الأخبار الشاذة للعالم.