-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
استبعد الدكتور عبدالله الغذامي عودة قطر إلى محيطها الخليجي، ما لم تعالج الذاكرة الموشومة بعودة الثقة وبنائها بشكل عملي.

وأضاف في قراءته الثقافية لما عنون له بـ"قراءة في الحالة القطرية"، أننا أمام ثلاثة مصطلحات هشمها الشيخ "حمد" تهشيماً كبيراً، فقطر بحسب الدكتور الغذامي تمثل عهدين: عهد إشكالي، وعهد تصالحي، العهد الإشكالي بدأ من التغيير الذي حدث في قطر قبل 20 عاما والحدث فيه أشبه بالحبكة المسرحية، وبالتحديد مسرحية هاملت الذي أدرك أن هناك من قتل أمه وعمه وهو هنا يمثل الحدث الجذري الذي غير كل شيء في الحالة القطرية واستمر؛ لأن الشيخ حمد أخذ الحكم من أبيه وقوبل بعدم ترحيب من دول الخليج، وكان المختلف في الأمر أن الشيخ "خليفة" طالب الخليجيين بإعادة حكمه الذي أخذ منه وهو حاكم شرعي، فساعده أهل الخليج وأبرزهم الشيخ زايد، لكن تلك المحاولات فشلت، ووصفت بالمؤامرة والانقلاب، وهنا مشكلة المصطلح.


وأكد الدكتور الغذامي أن حديثه هنا بعيد عن العاطفة لأنه يتحدث بروح الناقد الباردة، وبعيداً عن الإحراج الذي كان يمنعه من الاعتراف بأن ماحدث قبل 20 عاماً كان انقلاباً؛ لأن الشيخ حمد اعتبر مشاركة الخليحيين لعودة والده مؤامرة ومن ثم طرد ستة آلاف قطري لم يحاكموا ولم يكن لهم دور سوى أن لهم علاقة بوالده الشيخ خليفة، وهؤلاء قتلوا معنويا بالطرد ولكننا جبنا عن قول ذلك أو جاملنا حياء لذلك صمتنا.

واعتبر الغذامي إشكاليتنا اليوم في الذاكرة لأن مفاهيم الشيخ حمد في محاولة عودة الأب من موته إلى كرسيه تعد مؤامرة تسامح فيها مع والده، لكنه لم يتسامح مع الخليجيين الذين وقفوا مع والده الحاكم الشرعي لقطر لذلك بقي الشيخ حمد متأثرا بمساعدة الخليجيين لوالده وظلت مستمرة، مع أنه لا توجد مؤامرة بالمفهوم الواقعي لها، وعليه فإن معالجة الذاكرة وسؤال الثقة لن تعود إلا بسيرة أخرى، سيرة إشكالية مقابل سيرة تصالحية.

أما المصطلح الثاني الذي وقف أمامه الدكتور الغذامي ليقرأه قراءة ثقافية فقد كان مصطلح "الربيع العربي"، الذي قال فيه إن هناك من يتفق بشكل عجيب على أن الشيخ "حمد" وراء الربيع العربي وهذا غير صحيح ، وتساءل الغذامي: هل كان الشيخ حمد مع الربيع العربي؟!

ليجيب عن ذلك بقصيدة الشاعر القطري "ابن الذيب" التي قال في شطر بيت "ياليت ربيع العرب يجي دارنا" كشفت المضمر النسقي الذي أظهر في لحظة غير متوقعة ولا منتظرة أن الشيخ "حمد" كان ضد الربيع العربي لأنه سجن شاعراً لشطر بيت، وأضاف الغذامي: علينا أن نترك العناوين ونتعامل مع النسق المضمر الذي كشف عن نفسه بلحظة حاسمة.

وفي تحليله للمصطلح الثالث، مصطلح "المطالب" قال إن ما يشغله ليست عناوين المطالب، ولكن ما يشغله عنوان الذاكرة، فالشيخ "حمد" كرر الموقف الإشكالي مع معمر القذافي الذي خطب في نهاية حكمه يلوم قطر وسرب على ضوء ذلك المحادثة مع الشيخ "حمد" لإثارة الفتنة في الخليج والانتقام من غدر الشيخ حمد به، وعليه فإن عهد الشيخ "حمد" ابتدأ بإشكال مع والده وانتهى بإشكال مع القذافي وهذا يعيدنا إلى عقدة الحدث الأول.. عقدة هاملت التي تذهب وتجيء.

واستشهد "الغذامي" بالشيخ "تميم" الذي قال إن مشكلة عهد والده تلاحقه وهذا ليس ذنبه.

وخلص الدكتور "الغذامي" في قراءته الثقافية للحالة القطرية إلى أن "قطر" ستعود للخليج وهذه حتمية تاريخية، وليس لها إلا أن تكون من الخليج بالعقل النقدي البارد.

وبرر الغذامي للإعلام حدته التي لم تعهد مع إيران ولا مع الحوثي بقوله إن "قطر" منا وفينا وشدة الغضب من شدة العشم في جزء منا ونحن جزء منهم، لكن الإشكال أن حالة الغضب مفهومه إذا كان المغضوب عليه غالياً، ولأن الارتباط الحقيقي مع الخليج بخيره وشره تأكيد على خليجية قطر.