-A +A
حمود أبو طالب
إلى لحظة كتابة هذه السطور ظهر أمس لم يكن بوسعنا معرفة ماهية الرد القطري على مطالب دول المقاطعة الأربع التي حملها وزير الخارجية القطري إلى الوسيط المحترم الأمير جابر الصباح الذي ألقى بثقله في اللحظات الأخيرة لتمديد المهلة المتاحة لقطر مدة ٤٨ ساعة ولقي طلبه تجاوبا تم على إثره إصدار بيان رسمي بالموافقة على المهلة. وبالتأكيد نتمنى جميعا أن يكون الرد القطري في مستوى تحمل المسؤولية وليس مغامرة ومقامرة جديدة تذهب بالأمور إلى أبعد درجات التعقيد.

ويتساءل كثيرون عن ماذا يمكن قد حدث في اللحظات الأخيرة وجعل قطر تجهز ردها على المطالب وتسلمه لوسيط الأزمة، وأيضا ما الذي جعل الدول الأربع تعتقد أن ثمة ما يمكن أن يزيل كابوس الأزمة رغم معرفتها بالسلوك السياسي القطري المتقلب والمراوغ.


بالنسبة لدول المقاطعة لا شك أنها تفكر بعقلانية كبيرة وحريصة على عدم إشعال مزيد من الحرائق في محيط مشتعل، وهي حريصة أيضا على تأكيد حسن النوايا وأنها تستطيع المضي إلى أقصى مدى من أجل الحفاظ على الأمن القومي الخليجي والعربي. أما بالنسبة لقطر وقبل أن نعرف مضمون ردها على المطالب فإننا نسأل الله ألا يكون قد أعد الرد أحد من مستشاري الحكومة القطرية الذين يريدون تقديم الشعب القطري وبقية شعوب الخليج وقودا لفتنة خطيرة وشر مستطير.

ونود أن نؤكد للأشقاء القطريين حرصنا الشديد عليهم وتجنيبهم نتائج سياسات نظامهم، ونرجوهم أن يرفعوا صوتهم عالياً لإيقاف المهازل التي يرتكبها هذا النظام.