-A +A
حمود أبو طالب
من الألاعيب والحيل المكشوفة التي تمارسها قطر محاولة إطالة الأزمة وإخراجها من سياقها الخليجي إلى التدويل ظنّا منها أن ذلك سوف يحقق لها هدفين هما تحشيد المجتمع الدولي إلى جانبها بوصفها دولة محاصرة كما تدعي وبالتالي فتح الباب لتدخل المنظمات والهيئات لتتحول القضية برمتها من دولة تمت مقاطعتها بموجب القوانين الدولية والأنظمة السيادية للدول بسبب تبنيها ودعمها للإرهاب إلى دولة مظلومة مضطهدة محاصرة. أما الهدف الثاني الذي تتوهمه فهو اللعب على عامل الوقت الذي سيجعل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تغير موقفها وتتنازل عن بعض مطالبها عندما لا تشاهد انفراجاً للأزمة.

لقد أكدنا أن قطر تمارس سياسة ساذجة ومتهورة في نفس الوقت، ساذجة بالنسبة لسوء فهمها لسياسات الدول التي قاطعتها ومتهورة بالنسبة لمردود هذه السياسة على شعبها المظلوم بها.


الدول الأربع أكدت مرارا أنه لا تنازل عن مطالبها؛ لأن الهدف منها ليس تحقيق أهداف مؤقتة أو جزئية وإنما تعديل سياسات قطر وسلوكها بأكمله، وهي سياسات تصب جميعها في التفكير الإرهابي والممارسات التخريبية في تلك الدول. وإذا كانت قطر تتعنت في الاستجابة على أمل تليين موقف دول المقاطعة فهي لا تفهم أبداً كيف تم اتخاذ قرار المقاطعة ولا الأساس الذي انبثقت منه المطالب. لقد أكد مجلس الوزراء السعودي في جلسته الأخيرة أنه لا تراجع عن مواجهة الإرهاب وداعميه بكل الوسائل والسبل، وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في اتصاله مع وزير الدفاع الأمريكي أن مواجهة الإرهاب مستمرة بكل قوة وعزم. ويوم أمس أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ذات المبدأ في تصريحاته من بروكسل، وكذلك أكد سفير الإمارات في روسيا ووزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي السيد أنور قرقاش.

ومن ذلك يتضح أن كل ما تظنه قطر من تراجع في مواقف الدول الأربع مجرد وهم؛ لأن مطالبها تتسق مع مطالب المجتمع الدولي، وإطالة أمد الأزمة لن يتضرر منه غيرها وسيؤدي في النهاية إلى نبذها وعزلتها كدولة خارجة على القانون قد تتعرض لعقوبات دولية قاسية تجعلها تندم على ما فات من حماقات.