-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
لم يقف الخداع الإلكتروني عند شراء متابعين للحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، بل تخطى ذلك ليصل إلى شراء مشاهدات على فيديوهات يوتيوب، في محاولة للبحث عن القبول الاجتماعي، حسب تفسيرات الطب النفسي، فيما يراه صناع المحتوى المرئي في الإنترنت «تضليلا متعمدا للمعلن» كون المشاهدات تشكل مغناطيساً جاذباً لرأسمال الباحثين عن الانتشار.

وكشف أحد باعة مشاهدات اليوتيوب عن قائمة بأسعار المشاهدات، إذ تبلغ تكلفة الـ20 ألف مشاهدة نحو 375 ريالا، فيما يحصل المستفيد على 50 ألف مشاهدة في حال ضاعف المبلغ إلى 750 ريالا، يمكن زيادتها إلى 1200 ريال ليحصل على 100 ألف مشاهدة، مع إمكان تكرار العملية حتى تبلغ أرقاما لا محدودة.


ورغم تربع السعوديين على عرش «يوتيوب» بأكثر من 90 مليون مشاهدة يوميا، –حسب الإحصاءات التقنية- إلا أن المشاهدات الوهمية تضرب موثوقية الأرقام والمواقع، في ظل محاولات «يوتيوب» مكافحة تزييف مشاهدات فيديوهاته، التي يقابلها اختراق الباعة وإيجاد منافذ أكثر تقنية، حسب ما ذكره أحد باعة «يوتيوب»، مشيرا إلى تجاوزه كل التحديثات، بل عرض تقديم تعويض في حال تراجع أرقام المشاهدات بعد تحديثات المواقع، في محاولة لكسب الثقة، واكتساح سوق «التباهي الخفي».

من جانبها، تربط استشارية الطب النفسي الدكتورة منى الصواف في حديثها لـ«عكاظ» بين اقتحام الفئات العمرية الصغيرة شبكات التواصل الاجتماعي، وهوس الشهرة في المنصات الرقمية، التي جعلت الهدف الرئيسي هو الحصول على أرقام كبيرة لمشاهدات ومتابعين، حتى وإن كانت وهمية.

ويثني المسؤول السابق بقسم الإبداع بإحدى شركات صناعة المحتوى على الإنترنت عطية الراجحي، على سابقته، مشيرا إلى أن العملية لها أكثر من طريقة، أبرزها «وضع رابط الفيديو على محرك، يبدل بدوره «السيرفر»، ويعيد مشاهدة الفيديو مرات عدة، رغم أن المشاهدة الفعلية مرة واحدة». ويستدرك: «لكن هذه الطريقة سهلة الكشف، ما يؤدي إلى وقف القناة المخالفة». وهنا تكمن صفرية العملية وانعدام ضمان نجاحها، رغم انتشارها، إذ تمنحها رمزية أسعارها مقارنة بعدد المشاهدات، قبولا وانتشارا كبيرين. ما يخدش مصداقية سوق الدعاية والإعلان في الفضاء الرقمي، وعدم اعتماده على أرقام المشاهدة، التي أصبح تحقيقها أسهل وأرخص مما نتوقع.