1280dcf6-882c-4995-829e-b3b325e94a50_16x9_600x338
1280dcf6-882c-4995-829e-b3b325e94a50_16x9_600x338
-A +A
«عكاظ» (جدة) OKAZ_online@
من منا لم يطرب لأغنية أو مقطوعة موسيقية، فيشعر بحالة من النشوة، تخطف الأنفاس، ويداهمه إحساس بالقشعريرة (Frisson)، وهو بالمناسبة مصطلح فرنسي يعني «رعشة الجمالية».

وقد أظهرت دراسات نشرتها مجلة (علم نفس الموسيقى) أن نحو ثلثي الأشخاص يشعرون بهذه الرعشة، نتيجة المقطوعات الموسيقية التي تتضمن تجانسا غير متوقع وتغيرات مفاجئة في درجة الصوت أو الدخول المتحرك لعازف منفرد، ما يحدث هذه الرعشة، لأنها تخالف توقعات المستمع بطريقة إيجابية، وفي حين لايزال العلم يحاول معرفة سبب هذه الحالة، اقترح بعض العلماء أن هذه القشعريرة هي استبقاء تطوري للأسلاف القدامى الذين أبقوا أنفسهم دافئين من خلال طبقة ماصة للحرارة متموضعة تحت شعر بشرتهم مباشرةً، واصفين الشعور بالقشعريرة بأنه تغير مفاجئ في درجة الحرارة (كالتعرض لنسيم بارد خلال يوم مشمس) ما يجعل الشعر ينتصب مؤقتاً ثم يرتخي معيدا الطبقة الماصة إلى مستواها الطبيعي. وقد تناقصت الحاجة لهذه الطبقة الماصة للحرارة منذ اختراع الملابس، ولكن البنية الفيسيولوجية لازالت على حالها ومن الممكن أنها قد تعدلت لتشكل هذه الرعشة الحسية، استجابةً للمؤثرات المثيرة للعواطف كالجمال الخارق في الطبيعة أو الفن.


وتنوعت الأبحاث حول انتشار القشعريرة بشكل كبير وأظهرت الدراسات أنه هناك ما يعادل 55-86% من الأشخاص يشعرون بها، مرجعين ذلك إلى الاندماج الذهني مع الموسيقي، كنتيجة لتركيز انتباهه بشدة في العامل المثير. وتبقى الإشارة إلى أن درجة الاندماج الذهني مع قطعة موسيقية، تتعلق بالدرجة الأولى بنمط شخصية المتلقي.