حرك الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء الدكتور محمد العيسى، الساكن في كلمته بمجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري، إذ أشار فيها إلى أن الإرهاب لم يقم على كيان سياسي ولا عسكري، بل على أيديولوجيةٍ متطرفة، مبيناً أن الوقائع التاريخية والسجل العلمي للإرث الإسلامي يثبت أن الإسلام رحب بكل معاني السلام، حتى أصبح جزءاً رئيساً من تعاليمه، ومفردة مهمة في قاموسه، كما أقر منطق الاختلاف والتنوع والتعددية، وحمى الحقوق والحريات، وفتح العقل على آفاق أوسع، ووضع له قواعدَ تحفظ توازنَه الفكري، نجدها جلية في نصوص الشريعة.
كلمة العيسى طرحت علامات استفهام كبرى حول أدوار المثقفين والمفكرين وعلماء الدين في مواجهة هذا الفكر وتفكيكه وفضحه. ففي الوقت الذي ترى فئة أن هناك قصورا في مواجهة هذا الفكر مقابل تفوق للمواجهات العسكرية والأمنية، ملقين اللوم على المثقفين في مواجهة الفكر بالفكر للقضاء على جذوره، فمهما بلغ الحل العسكري والأمني فإنه يبقى مؤقتا يقل من خلاله خطورة التطرف والإرهاب، لكن تبقى المواجهة الفكرية الأهم للقضاء على جذوره.
ففي هذا السياق، ينفي رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري غياب دور المثقفين والمفكرين عن مواجهة الفكر المتطرف والإرهابي، لكنه يتفق مع أن الدور دون المأمول.
ويؤكد قيمة دور رجل الدين والمفكر والمثقف والأديب والشاعر والمسرحي للاضطلاع بمسؤولياتهم بتفكيك هذا الفكر من خلال بيان سماحة الإسلام الذي لا ينتمي لهذا الفكر بصلة.
وتمنى الشهري أن يوازي الدور الفكري والعلمي الدور الأمني والعسكري، وهذا لن نصل له إلا باستشعار المثقف لمسؤوليته، مع أهمية أن تخرج المؤسسات الثقافية من النمطية والتقليدية، مشددا على أن مثل هذه الكلمات في الملتقيات تعتبر محركا ودافعا إيجابيا للمثقفين والتحرك نحو قيامهم بأدوارهم.
بيد أن الروائي والكاتب يوسف المحيميد يرى أن المثقف لم يغب حقيقة بل تم تغييبه لعقود من السنوات، ولم يكن له نصيب من التأثير إلا من خلال نطاق ضيق، سواء عبر المقالات التي تنشر في الصحافة الورقية، أو من خلال المشاركات المنبرية المحفوفة بالرقابة وتأثير الجهات التي تمتلك رؤى متشددة تقصي المثقف من المشهد المجتمعي، بعدما تقوم بتصنيفه وأحيانا تكفيره، مستشهدا بما حدث لعدد من المثقفين بعد إدانة الحداثة وتكفير شعراء وكتاب قصة ومفكرين في الثمانينات.
وحمَّل الإقصائية التي تعرض لها المثقفون على مدى 30 عاما تقريبا، ممن امتلكوا أهم وسيلة تأثير في أي مجتمع، وهي السيطرة الشاملة على التعليم العام، سواء على مستوى الطلاب، أو على مستوى توظيف المعلمين وكسب ولاءاتهم، وكذلك المشرفين التربويين، الذين يقيمون المعلمين حسب تصنيفاتهم، ومن هنا كان دور المثقف مغيبا إلى درجة كبيرة.
وأضاف المحيميد: «بعد ظهور الإنترنت، والمنتديات، والمواقع، أصبح المثقف يستطيع إيصال رؤيته المعتدلة، ويتحدث بصراحة ووضوح وصدق، ازدادت مع مواقع التواصل الاجتماعي، حتى اكتشف الناس هؤلاء الذين يتحدثون بوعي وبساطة عن أي مستقبل لبلاد يضرب التشدد والتطرف أرجاءها منذ العام ١٩٧٩، وأصبح المثقف يؤدي دوره المجتمعي، ويتولى مسؤوليته بشجاعة ووطنية صادقة، ويصل صوته إلى المجتمع بكافة أطيافه وفئاته».
وأكد أن الفكرة لا يفندها إلا الفكرة، والتعامل مع الأفكار المتطرفة والإقصائية لا يكون إلا بالأفكار المعتدلة والمتسامحة، فالصراع بين الثقافات والأديان لا يفضي إلى القتل والخراب، عكس التعايش بينها، وهو ما تطمح له شعوب العالم.
كلمة العيسى طرحت علامات استفهام كبرى حول أدوار المثقفين والمفكرين وعلماء الدين في مواجهة هذا الفكر وتفكيكه وفضحه. ففي الوقت الذي ترى فئة أن هناك قصورا في مواجهة هذا الفكر مقابل تفوق للمواجهات العسكرية والأمنية، ملقين اللوم على المثقفين في مواجهة الفكر بالفكر للقضاء على جذوره، فمهما بلغ الحل العسكري والأمني فإنه يبقى مؤقتا يقل من خلاله خطورة التطرف والإرهاب، لكن تبقى المواجهة الفكرية الأهم للقضاء على جذوره.
ففي هذا السياق، ينفي رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري غياب دور المثقفين والمفكرين عن مواجهة الفكر المتطرف والإرهابي، لكنه يتفق مع أن الدور دون المأمول.
ويؤكد قيمة دور رجل الدين والمفكر والمثقف والأديب والشاعر والمسرحي للاضطلاع بمسؤولياتهم بتفكيك هذا الفكر من خلال بيان سماحة الإسلام الذي لا ينتمي لهذا الفكر بصلة.
وتمنى الشهري أن يوازي الدور الفكري والعلمي الدور الأمني والعسكري، وهذا لن نصل له إلا باستشعار المثقف لمسؤوليته، مع أهمية أن تخرج المؤسسات الثقافية من النمطية والتقليدية، مشددا على أن مثل هذه الكلمات في الملتقيات تعتبر محركا ودافعا إيجابيا للمثقفين والتحرك نحو قيامهم بأدوارهم.
بيد أن الروائي والكاتب يوسف المحيميد يرى أن المثقف لم يغب حقيقة بل تم تغييبه لعقود من السنوات، ولم يكن له نصيب من التأثير إلا من خلال نطاق ضيق، سواء عبر المقالات التي تنشر في الصحافة الورقية، أو من خلال المشاركات المنبرية المحفوفة بالرقابة وتأثير الجهات التي تمتلك رؤى متشددة تقصي المثقف من المشهد المجتمعي، بعدما تقوم بتصنيفه وأحيانا تكفيره، مستشهدا بما حدث لعدد من المثقفين بعد إدانة الحداثة وتكفير شعراء وكتاب قصة ومفكرين في الثمانينات.
وحمَّل الإقصائية التي تعرض لها المثقفون على مدى 30 عاما تقريبا، ممن امتلكوا أهم وسيلة تأثير في أي مجتمع، وهي السيطرة الشاملة على التعليم العام، سواء على مستوى الطلاب، أو على مستوى توظيف المعلمين وكسب ولاءاتهم، وكذلك المشرفين التربويين، الذين يقيمون المعلمين حسب تصنيفاتهم، ومن هنا كان دور المثقف مغيبا إلى درجة كبيرة.
وأضاف المحيميد: «بعد ظهور الإنترنت، والمنتديات، والمواقع، أصبح المثقف يستطيع إيصال رؤيته المعتدلة، ويتحدث بصراحة ووضوح وصدق، ازدادت مع مواقع التواصل الاجتماعي، حتى اكتشف الناس هؤلاء الذين يتحدثون بوعي وبساطة عن أي مستقبل لبلاد يضرب التشدد والتطرف أرجاءها منذ العام ١٩٧٩، وأصبح المثقف يؤدي دوره المجتمعي، ويتولى مسؤوليته بشجاعة ووطنية صادقة، ويصل صوته إلى المجتمع بكافة أطيافه وفئاته».
وأكد أن الفكرة لا يفندها إلا الفكرة، والتعامل مع الأفكار المتطرفة والإقصائية لا يكون إلا بالأفكار المعتدلة والمتسامحة، فالصراع بين الثقافات والأديان لا يفضي إلى القتل والخراب، عكس التعايش بينها، وهو ما تطمح له شعوب العالم.