كل ما فعله العرب، بعد إعلان ترمب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أن الواحد منهم امتطى صهوة تويتر أو الفيس بوك وشتم عربا آخرين، وخونهم وصهينهم ثم عاد إلى فراشه وهو يشعر أنه خليفة صلاح الدين الأيوبي! هكذا فعلوا حين سقطت القدس قبل نصف قرن وهم على هذا الدرب سائرون.. لا شيء لديهم غير تبادل الشتائم وتخوين بعضهم البعض وسط فرح إسرائيلي عارم بهذه الشروخ العميقة التي تتجدد عاما بعد عام، إلى درجة أنني بت أنتظر اليوم الذي تأتي فيه إسرائيل لتناشدنا بأن نكون أكثر رفقا ببعضنا البعض.
بعد إعلان ترمب لم تقطع الدول العربية والإسلامية التي لديها علاقات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية وثقافية مع إسرائيل أي شكل من أشكال هذه العلاقات.. وفي هذا العالم العربي والإسلامي الذي تحرسه القواعد الأمريكية في كل الاتجاهات ويقوم اقتصاد الدول الغنية فيه على التعاون مع الشركات الأمريكية بينما يقوم اقتصاد الدول الفقيرة فيه على المساعدات الأمريكية عليكم ألا تتوقعوا أن يكون الرد العربي والإسلامي على الولايات المتحدة أكثر من الكلام، هذا الكلام الذي لا يملك العرب والمسلمون غيره، ومع ذلك يستخدمونه بطريقة خاطئة، حيث يوجهون شتائمهم البذيئة لبعضهم البعض وليس لإسرائيل وأمريكا.
ولو كان هذا الكلام الذي لا نملك غيره يصب في صالح عمل ثقافي وسياسي يعزز هوية القدس العربية الإسلامية في كل مكان في هذا العالم لكان له شيء من الفائدة، ولو كان الكلام من أجل لملمة الصفوف العربية والإسلامية المبعثرة وتجاوز الخلافات والالتفاف حول هذه النقطة المشتركة لدعم الموقف الفلسطيني والعربي بعد أن أصبحت عملية السلام في الشرق الأوسط في مهب الريح ومواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل بموقف موحد مدعوم منذ الأساس بقرارات الأمم المتحدة وتأييد المجتمع الدولي، لقلنا بارك الله في هذا الكلام.. ولكنه صراخ أجوف ينبعث من نفوس يائسة ومحبطة، دفعها العجز وقلة الحيلة إلى تخوين وصهينة بعضها البعض.
لو هدأنا قليلا وعدنا إلى فصول التاريخ لوجدنا أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر من حفلات التخوين العربية.. استفادت منها في الحرب، ولعكم تتذكرون كيف كان الخونة الحقيقيون يتهمون غيرهم بالخيانة.. واستفادت منها في مفاوضات السلام حيث فرقت الاتهامات المتبادلة بين المفاوضين العرب فاستفردت بهم إسرائيل كلا على حدة.. وسوف تستفيد منها غدا في المضي قدما بمشاريعها المعلنة بخصوص تهويد القدس، وإنهاء قصة الدولة الفلسطينية التي لم تبدأ أصلا.. لذلك كله يحق لإسرائيل أن تشكر كل هؤلاء العرب المجعجعين الذين لم يفعلوا شيئا يذكر طوال الـ48 ساعة الماضية أكثر من تخوين بعضهم البعض.
klfhrbe@gmail.com
بعد إعلان ترمب لم تقطع الدول العربية والإسلامية التي لديها علاقات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية وثقافية مع إسرائيل أي شكل من أشكال هذه العلاقات.. وفي هذا العالم العربي والإسلامي الذي تحرسه القواعد الأمريكية في كل الاتجاهات ويقوم اقتصاد الدول الغنية فيه على التعاون مع الشركات الأمريكية بينما يقوم اقتصاد الدول الفقيرة فيه على المساعدات الأمريكية عليكم ألا تتوقعوا أن يكون الرد العربي والإسلامي على الولايات المتحدة أكثر من الكلام، هذا الكلام الذي لا يملك العرب والمسلمون غيره، ومع ذلك يستخدمونه بطريقة خاطئة، حيث يوجهون شتائمهم البذيئة لبعضهم البعض وليس لإسرائيل وأمريكا.
ولو كان هذا الكلام الذي لا نملك غيره يصب في صالح عمل ثقافي وسياسي يعزز هوية القدس العربية الإسلامية في كل مكان في هذا العالم لكان له شيء من الفائدة، ولو كان الكلام من أجل لملمة الصفوف العربية والإسلامية المبعثرة وتجاوز الخلافات والالتفاف حول هذه النقطة المشتركة لدعم الموقف الفلسطيني والعربي بعد أن أصبحت عملية السلام في الشرق الأوسط في مهب الريح ومواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل بموقف موحد مدعوم منذ الأساس بقرارات الأمم المتحدة وتأييد المجتمع الدولي، لقلنا بارك الله في هذا الكلام.. ولكنه صراخ أجوف ينبعث من نفوس يائسة ومحبطة، دفعها العجز وقلة الحيلة إلى تخوين وصهينة بعضها البعض.
لو هدأنا قليلا وعدنا إلى فصول التاريخ لوجدنا أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر من حفلات التخوين العربية.. استفادت منها في الحرب، ولعكم تتذكرون كيف كان الخونة الحقيقيون يتهمون غيرهم بالخيانة.. واستفادت منها في مفاوضات السلام حيث فرقت الاتهامات المتبادلة بين المفاوضين العرب فاستفردت بهم إسرائيل كلا على حدة.. وسوف تستفيد منها غدا في المضي قدما بمشاريعها المعلنة بخصوص تهويد القدس، وإنهاء قصة الدولة الفلسطينية التي لم تبدأ أصلا.. لذلك كله يحق لإسرائيل أن تشكر كل هؤلاء العرب المجعجعين الذين لم يفعلوا شيئا يذكر طوال الـ48 ساعة الماضية أكثر من تخوين بعضهم البعض.
klfhrbe@gmail.com