حظي معرض «عتبات ملونة» بإقبال كبير من زوار معرض جدة الدولي للكتاب منذ افتتاحه الخميس، وهو معرض فني مصاحب لمعرض جدة الدولي للكتاب، يهدف إلى المزاوجة الإبداعية بين الكلمة واللون، ومد جسور ثقافية بين عالم الفنون البصرية وعالم الكتب والمكتبات.
ولمس المنظمون ترحيب وإشادة بفكرة المعرض من حيث التركيز على الفئة الشابة، ومنح مساحة ملائمة للتعبير عن الشغف وتحويله إلى نتاج إبداعي، حيث يلتقي على أرض معرض الكتاب وللمرة الأولى الشباب الذين يجمعون بين حب القراءة والموهبة الفنية، لخلق حالة ثقافية متكاملة يؤثر فيها التاريخ والفكر والأدب في مزاج الفنان، ليستلهم أعماله الفنية مما تحمله صفحات الكتب.
وقالت المشرفة على المعرض جواهر الزهراني «وصلت مشاركات متميزة نالت إعجاب الزوار لاسيما اللوحات التي تمثل شخصيات ملهمة للقراء، مثل: الأديب السعودي عبد الرحمن منيف، جبران خليل جبران، نجيب محفوظ، مي زيادة، هيرمان هيسه، فيكتور هوغو، إضافة إلى شخصيات خيالية مثل: مدام بوفاري، شهرزاد، جان فالجان».
وأضافت الزهراني «في مجال التصميم وصلت أفكار لإعادة تصميم كتب عريقة مثل البداية والنهاية، مقدمة ابن خلدون، اسم الوردة، سجين العمر، الوحشة. مما يقدم إشارة إيجابية نحو تأثر الجمهور بالأعمال الروائية ذات العمق الإنساني، وميلهم إلى رموزها الخالدة».
وجاء اختيار الاسم «عتبات ملونة» لأنه يمثل المداخل الإبداعية المتنوعة لعالم الفنون البصرية، كما أن العتبات تعبر عن الخطوات الفتية والانطلاقة الأولى للفنانين للعبور إلى مجتمعات القراءة الواعية والفن المعبر.
ويضم المعرض ٤ مجالات متنوعة تمثل كل منها مدخلا إلى عالم الفنون، وهي:
1. التشكيل بالخط العربي: الذي يهتم بتوظيف الخط العربي في لوحات تشكيلية تضم أبيات وقصائد من ذاكرة الشعر العربي، وتقديمها في إطار فني يخرج بالحرف من الدلالة اللفظية إلى الشكل الفني الرمزي.
2. التصوير الفوتوغرافي: يعنى بتصوير اللحظات الملهمة التي تجسد طقوس القراءة، المكتبات، الكتب، وتحويلها إلى مشاهد توثق العلاقة بين رفاق القلم ورفاق العدسة.
3. الرسم التشكيلي: يعرض لوحات تشكيلية مستلهمة من الأعمال الأدبية والثقافية التي شكلت تراث الإنسانية، وتضم شخصيات ورموز حقيقية أو خيالية شاركت أو وردت في أعمال أدبية كان لها تأثيرها الاجتماعي والعاطفي والتاريخي.
4. التصميم الجرافيكي: الذي يوفر مساحة فنية لمبدعي برامج التصميم من الشباب والشابات، لإعادة تصميم أغلفة الكتب وتقديمها وفق رؤى إبداعية حديثة ومتنوعة وفريدة.
ويستمر عتبات ملونة للفترة الزمنية التي يمتد خلالها معرض جدة الدولي للكتاب، وهو يؤسس لمعارض مستقبلية تهتم بفئة الشباب وتمنحهم مساحاتهم الخاصة للتعبير عن أفكارهم تجاه الكتب والمجتمع الثقافي بصورة أكثر شمولا.