-A +A
فؤاد مصطفى عزب
في أمريكا تتجاوز عدد محطات التلفزيون شعر الرأس وتطارد الأمريكي بإرسالها على مدارالـ 24 ساعة ولاتدخل فقط منزله دون إحم ولادستور بل وتحاول ايضاً ان تحل متاعبه ولاتتردد في التدخل في صميم مشاكل حياته ، تخصص ما يجاوز الـ 10 ساعات يومية لمتاعب الرجل والمرأة النفسية والجسدية، الكلام فيها صريح ومفضوح ومكشوف ويثير الخجل ويجرد البشر من ثيابهم ولايعرف أي حياء، يناقش علناً ما نعجز نحن عن الهمس به سراً. هذا هو التلفزيون الأمريكي بنفوذه وحريته التي هي بحر لاساحل له الجنون فيه مباح والعتب مرفوع لذا فإن الظلم بعينه ان تحاول بعض الفضائيات العربية نقل التجربة الأمريكية كما هي لصندوق الألمنيوم العربي تحت شعار الحرية الإعلامية والتي تصبح قاتلة احياناً كالدواء ان اُستعمل دون مقاييس ، فحتى الحرية الأمريكية تقوم على فلسفة «لاتخدش حريتك حرية الآخرين» فالحرية لها وجه طيب وآخر قبيح ومن هنا تحول الحديث عن هذه البرامج لدى الجمهور والمشاهدين من دهشة إلى مواجهة من متضرر يريد ان يحمي خصوصيته وانقسم الربع في المجالس والذين يشاهدون هذه البرامج الحمراء التي ظلت أثارها في أعينهم وكأنهم كانوا ينظرون إلى شمس في منتصف نهار حار واختلفت آراؤهم وأقوالهم في هذا الشأن.
- فمنهم من قال إن معالجة الأمراض الاجتماعية الغارقة في الخصوصية عبر وسائل الإعلام وإدخالها في مطحنة التصحيح والتقويم والتعديل فن يحتاج إلى تخصص ودراية وخبرة وان لايترك الموضوع إلى من هب ودب.

- أن ريق المحطات الفضائية اصبح يجري على مواضيع جنسية بحتة تاركة مواضيع رئيسية هامة للريح للمطر.
- أن الشعوب العربية بشكل عام معروفة بكثرة الكلام ولكن الجميل فيها ان كل طرقاتها باتجاه واحد.
- أن الاهتمام الزائد بالقضايا الجنسية يعتمد في النهاية على المحصلة النهائية لهذه الجهود وأين تصب.
- أن يفترض ان نتعامل مع هذه القضية بنفس الروح التي تغني بها فيروز «تعى ولاتجي ولاتعتب علي».
- أن الفضائيات حرام!!