-A +A
محمد أحمد الحساني
طبقـــت وزارة الحـج في عام 1423هـ في عهد الوزير الذكي الأستاذ إياد مدني خطوة متطورة في مجال حسن اختيار مجالس إدارات مؤسسات الطوافة، حيث دعت الوزارة المطوفين إلى إجراء انتخابات فيما بينهم لاختيار مجلس إدارة لكل مؤسسة من قبل المطوفين المنتمين إلى خدمة حجاج المؤسسة نفسها، وقد نتج عن تلك الانتخابات تكوين مجالس إدارة منتخبة لمؤسسات الطوافة سعت من جانبها إلى العمل على إرضاء المطوفين وتحسين خدمة الحجاج بقدر الإمكان، وكسب ثقة وزارة الحج والجهات المعنية الأخرى التي باركت عملية الانتخابات ودعمتها واعتبرتها خطوة تنظيمية متقدمة.
ولما جاء الوزير الحالي للحج الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي، وهو رجل قدير إدارياً وعلمياً بحكم تقلده لمناصب قيادية عليا قبل وزارة الحج كان آخرها وزارة الثقافة والإعلام، إضافة إلى أنه صاحب قلم وفكر وثقافة، فقد كان أول ما أعلنه معاليه بعد استلامه لوزارة الحج قبل نحو ثلاث سنوات، دعمه للعملية الانتخابية واستعداد وزارته لتبني أية خطوة إصلاحية يُراد منها تطوير مؤسسات الطوافة وخدماتها المقدمة لضيوف الرحمن، ولذلك فقد استعد المطوفون فكرياً ونفسياً لجولة جديدة من الانتخابات تجرى خلال عام 1427هـ، ولكن وزارة الحج التي ظلت تؤكد لهم إلى ما قبل أسابيع معدودة أن الانتخابات ستجرى في موعدها، ما لبثت أن اتخذت خطوة اجتهادية تضمنت التجديد لعام واحد للمجالس الحالية باستثناء مجلس واحد دعت الأسباب إلى إحداث تغيير فيه، مُؤجلة الانتخابات الموعودة لمدة عام فكان القرار صدمة للمطوفين الذين كانوا يريدون المشاركة في العملية الانتخابية باعتبارها خطوة حضارية وتطويرية وكان سؤالهم الملح.. لماذا حصل هذا يا وزارة الحج؟

وقد قرأت عدة مقالات لإخوة من الكتاب والمطوفين يرجون فيها من وزارة الحج إعادة النظر في قرارها القاضي بتأجيل الانتخابات حتى إشعار آخر وكنت أعتقد أن ما كتب يكفي وزيادة وأن الرسالة وصلت، ولكن إخوة أعزاء من المطوفين طالبوني بالمشاركة في حث وزارة الحج على إعادة النظر في قرارها لأنها أكبر من أن تتردد في القيام «بالمراجعة» إن هي رأت أن الخير في المراجعة بل إن مراجعتها سوف تضيف لها المزيد من الاحترام والقوة والفضل والفضيلة.
ولأن بضاعتي مزجاة في هذا الشأن فإنني أكتفي بتحديد وجهة نظري في النقاط التالية:
أولاً: ما هو رأي وزارة الحج في نتائج انتخابات عام 1423هـ وهل جاءت بمجالس إدارة ناجحة، أم بمجالس غير ناجحة؟، فإذا كانت قد جاءت بمجالس ناجحة فما هو المانع من إجراء انتخابات جديدة تمكن المطوفين من اختيار مجالس جديدة ستكون أكثر نجاحاً بإذن الله لأن الانتخابات السابقة أكدت قدرتهم على حسن اختيار ممثليهم في مجالس الإدارة، وتكون الانتخابات فرصة لتأكيد بقاء الناجحين من أعضاء المجلس الحالي وتجديد دماء الأقل نجاحاً أو التمكن من إحلال عناصر جديدة ذات مؤهلات وخبرات أكبر، أما إذا كانت المجالس غير ناجحة فكيف يعاد تكليفها لمدة عام بسبب قرار تأجيل الانتخابات؟!
ثانياً: إذا كانت الوزارة ترى أن عملية تأجيل الانتخابات اقتضتها ظروف غير معلنة مع أن أبناء المهنة لديهم معرفة بتلك الظروف لارتباطها بأعمالهم ومهامهم، فلماذا لا تحدد الوزارة من الآن الموعد الجديد للانتخابات وعدم جعلها في جملة مبهمة «لمدة عام!» التي تعطي الانطباع بأنها مؤجلة حتى إشعار آخر!!
ثالثاً: ما هي أسباب بقاء مؤسسات الطوافة تحت مسمى «التجريبية» لنحو ثلاثين عاماً ومتى تنتهي هذه التجربة العصيبة إن كان لكلمة تجريبية معنى مادي وواقعي وما هي الخطوة التالية إن شاء الله تعالى؟!