-A +A
محمد أحمد الحساني
دافع أحد المسؤولين في الهلال الأحمر عبر تصريح صحفي عن تهمة التأخر في مباشرة حادث مروري مروع وقع على طريق رنية- الخرمة، أدى إلى وفاة رجل أمن برتبة ملازم أول، دافع ذلك المسؤول عن تهمة تأخر سيارة الهلال الأحمر بقوله المنشور نصاً في إحدى الصحف بأنه تم الانتقال إلى موقع الحادث الساعة 8ر8 الثامنة وثماني دقائق ليلاً، والحادث وقع الساعة 7ر5 الخامسة وسبع دقائق ليلاً وأنه تمت مباشرة الحادث في أقل من نصف ساعة وأن موقع الحادث يبعد 65 كلم من محافظة رنية وليس أربعين كلم كما جاء في التهمة والشكوى التي زعم مقدمها أن تأخر وصول سيارة الهلال كان سبباً في وفاة رجل الأمن وزيادة معاناة الجرحى من أسرته الذين أصيبوا في الحادث نفسه، بينما يرى صاحب التصريح الصحفي أن التأخير المزعوم لسيارة الهلال الأحمر لا علاقة له بالوفاة لأن سبب الوفاة على حد زعمه نتج عن تعرض رجل الأمن لإصابة شديدة في المخيخ وتهشم في الجمجمة!
وقد قرأت التصريح الصحفي عدة مرات فلم أفهم ما جاء فيه فاتهمت نفسي وأعدت الأمر إلى انخفاض نسبة الذكاء لدي منذ نعومة أظفاري! ورأيت أن أطلب منكم ومن الهلال الأحمر أن يتفضل بإفهامي لبعض ما جاء في تصريح المسؤول «الهلالي» نسبة للهلال الأحمر وليس الهلال الزعيم الأزرق! ففهموني لأنني لم أفهم ما يلي:

أولاً: جاء في التصريح أن الحادث قد وقع في الساعة الخامسة وسبع دقائق ليلاً وأنه قد تم الانتقال إلى موقع الحادث في الساعة الثامنة وثماني دقائق ليلاً أيضاً، فإذا كان المقصود بوقت حصول الحادث وهو الساعة الخامسة وسبع دقائق ليلاً أنه قد حصل في الساعة الخامسة وسبع دقائق من بعد العصر فيكون الكلام عن الانتقال إلى موقع الحادث في الساعة الثامنة وثماني دقائق ليلاً، كلاماً مستقيماً لأن العصر يعقبه المغرب وهو أول الليل ولكن في هذه الحالة لا يقال إن الحادث وقع في الساعة الخامسة وسبع دقائق ليلاً لأن الليل لا يحل في هذه الأيام أو حتى قبل شهور في رنية عند الساعة الخامسة، بل يقال بعد العصر أو قبيل المغرب لاسيما إذا كان المغرب يؤذن في رنية في زمن حصول الحادث نحو الساعة السادسة مساءً، أما إذا كان المقصود بالساعة الخامسة وسبع دقائق كون الحادث قد حصل في آخر الليل أي قبيل الفجر فعندها يكون الانتقال إلى الموقع في الساعة الثامنة وثماني دقائق في الصباح الباكر وليس في الليل. هذه هي حدود فهمي للأوقات والساعات ففهموني بما يتعدى حدود فهمي!
ثانياً: لم أفهم من العبارة التي تقول إنه تم الانتقال إلى موقع الحادث في الساعة الثامنة وثماني دقائق، مع وجود فاصل زمني بين وقت حصول الحادث وبين زمن الانتقال إلى موقع الحادث، قدره ثلاث ساعات ودقيقة واحدة، لم أفهم من تلك العبارة إن كانت تعني أن الانتقال نفسه للموقع قد حصل بعد ثلاث ساعات ودقيقة من الحادث أم أن الانتقال مع الوصول قد استغرق الساعات الثلاث، لأنه في حالة كون الانتقال قد تم في الساعة الثامنة وثماني دقائق فإن قطع مسافة 65 كيلاً قد يحتاج لنحو ساعة إضافية من الزمن وهذا قد يعني أن وصول سيارة الإسعاف كان في نحو الساعة التاسعة ليلاً أو صباحاً حتى تفسير تساؤلات البند «أولاً» من هذا المقال! وهذا يعني أيضاً أن المصابين بمن فيهم رجل الأمن المتوفى قد مكثوا ينزفون أربع ساعات قبل وصول سيارة الإسعاف إلى موقع الحادث، فكيف يمكن أن يُقال وبأي وجه إن فرع الهلال برنية باشر الحادث بعد تلقي البلاغ دون تأخير وفي زمن قياسي؟!، ومتى تكون المباشرة في زمن عادي أو تأخذ صفة التأخير.. هل يكون ذلك إذا تمت المباشرة بعد عشر ساعات أو بعد يوم كامل لحادث وقع بين محافظتين، يبعد عن موقع فرع الهلال الأحمر بخمسة وستين كيلاً حسب زعم الهلال الأحمر نفسه أو بأربعين كيلاً حسب زعم صاحب الشكوى والتهمة؟!
ثالثاً: بالرغم من التصريحات المبشرة بقرب تزويد الهلال الأحمر بطائرات عمودية مجهزة بأجهزة إسعاف وأطباء وممرضين ووسائل اتصال، تكون مهمتها الانتقال لإنقاذ المصابين على الطرق الطويلة بين المدن والمحافظات إلا أن عشرات السنوات مرت دون أن ينفذ المشروع، لقي خلالها عشرات الآلاف مصرعهم إثر نزفهم لدمائهم على الأسفلت.