-A +A
خالد شريفي (أبو عريش)
أبو عريش عروس الفل والكادي جنوبا، الغائرة جدا في جذور التاريخ والتي مرت عبر الأزمنة فولدت «درب النجا» ونمت حتى أصبحت تحمل الاسم الحالي.
التجول في أبو عريش يمنح إيحاء مباشرا أن المحافظة لها علاقة وطيدة بالتاريخ، ولم لا وقد كانت تعرف سابقا بـ(درب النجا) وصفا لها كبلدة آمنة منذ القدم فهي من المدن التاريخية المعروفة منذ القرن الرابع الهجري يسلكها الحجاج لتأدية الفريضة.

يذكر الأديب الراحل محمد أحمد عيسى العقيلي أن أول من احتضنها من آل الحكمي وذكر اليعقوبي أنها كانت موجودة قبل ذلك بكثير وهي تكتسب أهمية كبيرة لأنها تربط العديد من المحافظات عن طريق شبكة من الطرق الإقليمية فهي في الوسط بين محافظة أحد المسارحة الواقعة في الجنوب ومحافظة ضمد من الشمال والعارضة شرقا وإمارة جازان غربا.
أهميتها التجارية
تكمن أهمية المحافظة في موقعها الذي يتوسط المدن الرئيسية في المنطقة، وغلب على نشاط السكان العمل بالزراعة والتجارة ويعد سوق المدينة أحد الأسواق الرئيسية في المنطقة، والأربعاء يوم السوق الأسبوعي وللتجار اتصال بالأسواق داخل المنطقة وبالأسواق خارجها في استيراد وتصدير منتجاتهم وكان لكل مهنة سوق خاص بها وشيخ مسؤول عن شؤون المنتسبين.
سوق الصميل
من أهم أسواقها الشعبية (سوق الصميل) الذي يقام كل يوم أربعاء، وهو سوق شعبي يجمع كل أبناء المنطقة من تجار شعبيين ويتميز السوق منذ القدم بتوفر كل المنتوجات الشعبية القديمة من موروثات لا تجدها إلا في هذا السوق مثل بيع الأواني الفخارية والجلدية وكذلك الحجرية والجنابي والحلويات الشعبية مثل المشبك وحلاوة المسبوك، وأدوات فلاحة الأراضي، وهو سوق شعبي له تاريخ قارب الـ50 عاما.
آثارها التاريخية
جامع القبب الذي يقع غرب المدينة، وكذلك قلعة دار النصر وهي قلعة تتوسط المحافظة، فعندما تشاهدها من الخارج تعرف انك تشاهد رمزا من الرموز التاريخية لهذه البلدة العتيقة.
ولكن بمجرد اقترابك من بوابتها الغربية تصطدم بحالتها الرثة المهددة بالسقوط والاندثار.
يقول عنها عمدة الحي محمد عمر الأقصم هي بالفعل رمز تاريخي ولكنها تعرضت للكثير من الإهمال، فهي صرح رائع من فنون العمارة لكني أشاهدها تتناقص مع مرور الزمن بفعل عوامل التعرية ومن جراء التجاهل الكبير لها.
ويضيف العمدة الأقصم أنه في سنة 1354هـ أراد الشيخ عبدالله القاضي ــ أمين مالية جازان في ذلك الوقت ــ تعميرها وشرع في إقامة بوابتها الرئيسية وإصلاح واجهتها ثم توقف عن التعمير وكثر الخراب بها حتى أصبحت بقايا أطلال.